طالب خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات رجال الدين والشخصيات المشاركة في مؤتمر مكة بضرورة اتخاذ قرار لوقف نزيف الدم اليومي في العراق. وأكد الشيخ محمود العيثاوي، خطيب وإمام جامع الشيخ عبدالقادر الكيلاني ضرورة ان"يبتعد المشاركون في مؤتمر مكة عن خلافاتهم السياسية والطائفية، وايجاد الحلول المناسبة لمعاناة العراقيين التي اخذت تزداد يوماً بعد يوم". فيما دعا الشيخ محمد جاسم السامرائي، خطيب وإمام جامع الشقرة، في الغزالية الى"ابتعاد رجال الدين عن الساحة السياسية وان لا يكونوا جزءاً من اللعبة التي ترسمها جهات سياسية محددة". وقال العيثاوي إن"الانظار موجهة الى المؤتمرين في مكة والشعب العراقي يعقد الكثير من الآمال عليهم لوقف نهر الدم الجاري في العراق ولجم المشاكل الأمنية والطائفية التي بدأت تتفاقم بشكل كبير في المرحلة الاخيرة". وطالب العراقيين بمختلف اطيافهم ب"صيانة وحدة البلاد وعدم الانجرار وراء من يحاولون اشعال الحرب الطائفية". وشدد على ضرورة اطلاق المعتقلين في سجون وزارتي الدفاع والداخلية الذين لم تثبت ادانتهم. من جانبه، دعا الشيخ محمد جاسم السامرائي، خطيب جامع الشقرة في الغزالية رجال الدين إلى"الابتعاد عن السياسة"، مشدداً على ضرورة"أن لا يتحول رجال الدين الى ورقة سياسية أو ان يشاركوا في لعبة ترسمها جهات سياسية". وقال ان"رجال الدين يجب ان يبتعدوا عن المهاترات السياسية والدخول في متاهات ومداخلات هم في غنى عنها". كما دعا المسلمين الى"توحيد الصفوف وعدم الانجرار وراء التسميات الطائفية"، وطالب الأهالي ب"التسامح والابتعاد عن الممارسات البعيدة عن الدين مثل التهجير الطائفي الذي تفاقم بشكل كبير في منطقة الغزالية خلال الاسابيع الماضية". إلى ذلك، أكد الشيخ جواد الخالصي، خطيب المدرسة الخالصية في الكاظمية ضرورة"اطفاء فتيل الحرب الاهلية التي يراد لها ان تشتعل بقوة في البلاد"، داعياً الجهات المسؤولة في الحكومة والبرلمان الى"الحؤول دون اشتعال مثل هذه الحرب التي ستأتي على الأخضر واليابس". ولفت الى ضرورة اشراك المرجعيات الدينية غير المشاركة في المشاريع السياسية"مثل مرجعية السيد أحمد البغدادي في مؤتمر مكة والمؤتمرات الدينية اللاحقة التي تستهدف حقن دم العراقيين"، ودان عمليات التهجير الطائفي والقتل العشوائي في البلاد منتقداً"التخبط الأمني الذي نعانيه". في كربلاء 110 كلم جنوب كربلاء، رحب السيد أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في خطبة في الصحن الحسيني ب"مؤتمر مكة"، وأكد أن"الصراع الذي عقد من أجله المؤتمر هو صراع سياسي وليس طائفياً، ويجب فهمه كذلك"، كما أن"هذا الصراع قد يتخذ غطاءً دينياً وهو ليس بصراع ديني". معتبراً ان نجاح المؤتمر"رهنٌ بفهم طبيعة الأزمة الدائرة على الأرض". وقال إن "القرارات تكتسب أهميتها من خلال إلزامها جميع الأطراف الموقعة عليها". وذكر ان"الدول المجاورة مازالت تمد يد العون لأعداء الشعب العراقي من خلال تسهيل دخول الإرهابيين ودعمهم مالياً"، داعياً الحكومة إلى"أن تعي أنها منتخبة وهي بذلك تستمد شرعيتها من الشعب وستلقى دعماً منه"، ودعا الحكومة إلى"إظهار الحزم والقوة ازاء ما يجري من أزمات في البلاد"لا سيما ما يتعلق ب"الانفلات الأمني والفساد الإداري". وفي النجف 180 كلم جنوببغداد، تطرق السيد ياسين الموسوي، الذي اقام صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية، الى الفيديرالية وقال:"نحن لا نقبل بتقسيم العراق ولا نقبل ان تغتصب حقوقنا بشعارات غائمة غير واضحة"، واضاف:"مع وجود الارهاب والقتل في الشوارع لا يمكن ان نرفع يدنا عن كل شيء استرجعناه بدمائنا". وعن مؤتمر مكة قال:"ان مجرد الانفتاح على العراق و المشاركة في حل مشكلة الدم العراقي من قبل اخوتنا أمر جيد".