دعا خطباء المساجد السنية والشيعية في خطب الجمعة الى وحدة العراقيين في مواجهة اعدائهم الساعين الى زرع الفرقة بينهم، وانتقد بعضهم دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى استقدام قوات اميركية جديدة لضبط الامن في العاصمة. ففي مدينة كربلاء المقدسة 100 كلم جنوببغداد اكد علي الحسيني ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في خطبته، ان"على العراقيين والقادة الدينيين والسياسيين وزعماء العشائر بذل قصارى جهودهم للوقوف بوجه مخططات الاعداء الرامية لتفتيت الشعب العراقي وزرع الفتنة بين اطيافه ... كي يضعف وينهار امام الضربات المتلاحقة وليتسلم الارهابيون زمام الامور"في العراق، مشيراً الى ان"اعداء العراق"يهدفون الى زرع اليأس في نفوس العراقيين بينما القيادة غير قادرة على ادارة البلاد بكفاءة للوصول الى ادخال قناعة في نفوس العراقيين مفادها: ليحكمنا اي شخص حتى لو كان على شاكلة صدام طالما لا يستطيع من انتخبناهم تقديم الامن والاستقرار". وشدد الحسيني امام المئات من المصلين ان"على العراقيين الصمود والدفاع عن وجودهم وعليهم ان يهيئوا مسلتزمات الدفاع ويجعلوا عملهم جماعيا منظما". وفي المقابل طالب"المسؤولين من اعضاء الحكومة العراقية بأن يكونوا اشداء حازمين مع اعداء العراق مهما كانت هويتهم". من جانبه، أعلن الشيخ محمود مهدي الصميدعي عضو"هيئة علماء المسلمين"وخطيب جامع"ام القرى"السني في غرب بغداد، تأييده مشروع المصالحة الوطنية الذي اطلقه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي"اذا كان على اسس سليمة تهدف الى انقاذ البلاد من المصاعب والمهالك والانقسامات". وحمّل"قوات الاحتلال الاميركي مسؤولية ما يجري من اعمال عنف وقتل ودمار لكون المحتل هو من يتولى مسؤولية الملف الامني ويعلم ما يحدث في البلاد وما زال صامتاً"مؤكداً ان"كل ما يحدث من قتل وخراب يصب في مصلحته فقط وهو المستفيد الوحيد من ذلك". وانتقد الصميدعي"اصحاب المنابر الدينية والسياسية"الذين"عجزوا عن تقديم أي شيء الى البلد الجريح فلجأوا الى تسفيه آراء بعضهم وانشغلوا بتوجيه التهم الى بعضهم والتنابز بالالقاب حيث يتهم بعضهم الآخر بأنهم روافض ويرد الآخر على منتقديه بأنهم نواصب". ودعا العراقيين الى"المصارحة بين جميع اطيافهم ثم المسامحة والمناصحة". من جانبه انتقد الشيخ علي الزند، خطيب جامع ابي بكر الصديق في الغزالية، مطالبة رئيس الوزراء العراقي الكونغرس الاميركي بإرسال المزيد من القوات الى العراق. وقال ان كلمة المالكي امام الكونغرس"تثير الاستغراب سيما وانها تزامنت مع مطالبة مجموعة من الكتل السياسية داخل مجلس النواب بجدولة الانسحاب الاميركي من البلاد"منتقداً عدم رجوعه الى البرلمان في امر كهذا. ولفت الى"رفض الاهالي قرار نزول القوات الاميركية الى الشوارع بحجة حماية المواطنين من العصابات الارهابية العابثة بأمن الناس"ودعا الحكومة العراقية الى"تشكيل فرق شعبية من اهالي المناطق السكنية العاطلين عن العمل لحمايتها بدلاً من ان تشغلهم العصابات الارهابية لتنفيذ مخططاتها الاجرامية"محذراً من ان"نزول القوات الاميركية الى الشوارع سيزيد الامور تعقيداً ولن يسهم في ايجاد الحلول المناسبة للقضية الامنية". من جهة اخرى، اكد صدر الدين القبانجي المقرب من"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبد العزيز الحكيم، في خطبة صلاة الجمعة في النجف 160 كلم جنوببغداد، ان"الوحدة في العراق في حالة تقدم وليس في تراجع على الرغم من محاولات شق الصف الوطني بين الشيعية والسنة". واضاف"لا توجد اي رائحة للتقسيم او تجزئة العراق ... نحن نقول لا للحرب الطائفية ونعم للوحدة الوطنية الاسلامية". وحمّل الشيخ علي المدامغة، خطيب المدرسة الخالصية في الكاظمية في بغداد، القوات الاميركية مسؤولية التدهور الأمني في بغداد، مشيداً ب"المواقف البطولية التي ابداها ابناء الشعب اللبناني الشقيق في التصدي للاعتداء الاسرائيلي على ارض لبنان ... ما يستحق الفخر والاعتزاز من جميع العرب". من جهته، انتقد الشيخ طلال الكاظمي، احد قياديي التيار الصدري في خطبة الجمعة في الصحن الكاظمي في بغداد، رئيس الوزراء العراقي لأنه"عاد من اميركا وفي جعبته 90 الف جندي اميركي الى البلاد من دون الرجوع في قرار استقدامهم الى المجلس النيابي المنتخب، في الوقت الذي ينتظر فيه العراقيون خطوات ايجابية من الحكومة التي انتخبوها بدمائهم". وطالب البرلمان العراقي ب"الضغط على الحكومة وعدم السماح لها باتخاذ قرارات خطيرة من هذا النوع تعمل على ترسيخ الاحتلال في البلاد بدلاً من جدولة الانسحاب".