في وقت أعلنت باريس الأربعاء المقبل موعداً لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لليبيا، أكد نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي ل "الحياة" أن اتفاق ترحيل الممرضات والطبيب البلغاريين المتهمين بنقل الفيروس المسبب لمرض الايدز إلى مئات الأطفال"على وشك الانتهاء"، بعد يومين من خفض طرابلس حكم الإعدام بحقهم إلى السجن المؤبد وطلب صوفيا تسلمهم. وقال سيف الإسلام، وهو رئيس"مؤسسة القذافي للتنمية"التي توسطت في المفاوضات مع عائلات المصابين وتولت تدبير التعويضات، إنه يأمل في أن يتزامن وصول الرئيس الفرنسي إلى ليبيا مع انتهاء صوفيا وطرابلس من تفاصيل اتفاق ترحيل الممرضات والطبيب. وأضاف في اتصال هاتفي مع"الحياة"، أن"الترحيل سيتم بعد الانتهاء من تفاصيل الاتفاق كافة، وهي على وشك الانتهاء". واعتبر أن"المهم الآن هو التوصل إلى تسوية لتفاصيل الاتفاق على ترحيل المتهمين، وليس الترحيل، فعند اتمام الاتفاق يتم الترحيل... وهذا الاتفاق أصبح قريباً جداً". وكشف القذافي الابن أن صندوق بنغازي التابع لمؤسسته تولى تدبير التعويضات ودفعها من"تبرعات وديون شطبتها بلغاريا وتشيخيا لليبيا، وأموال ليبية"، مشيراً إلى أنه ينتظر"تسوية مع الاتحاد الأوروبي، وهي وشيكة". وأوضح أن هذه التسوية تتمثل في اتفاق شراكة بين ليبيا والاتحاد منفصلة عن مسار برشلونة للتعاون الأورومتوسطي، لافتاً إلى أن"الاوروبيين يقولون إن هناك اتفاقاً مع ليبيا في إطار برشلونة، لكننا نريد اتفاق شراكة منفصلاً". وأشار إلى أنه قاد المفاوضات في شكل رئيسي مع المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير والأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان. وأضاف أن"ساركوزي وزوجته سيسيليا لعبا دوراً في هذا الإطار"، لافتاً إلى أن الأول عرض خلال اتصال هاتفي مع العقيد معمر القذافي، أول من أمس، موضوع استعداد فرنسا لتجهيز مستشفى بنغازي الذي شهد وقائع القضية. وأكد أن"هناك اتفاقات مع دول أوروبية أخرى، وهي سرية وقيد المناقشة"، موضحاً أن"كل شيء سينشر في وقته، ولكن المهم أن أوروبا حوّلت قضية جنائية الى قضية سياسية. ينبغي على العالم أن لا يلوم ليبيا لأنها تفاوض وتساوم، فالقضية جنائية وإنسانية حولها الأميركيون والأوروبيون إلى قضية سياسية". وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير كشف أمس أن ساركوزي سيزور ليبيا الاربعاء، بعدما رفض الناطق باسم الرئاسة ديفيد مارتينون تأكيد موعد الزيارة، مكتفياً بقوله إن الرئيس سيلبي دعوة من العقيد القذافي"قريباً إذا تبين أنها مفيدة لملف الممرضات والطبيب". وقال مارتينون إن"ليبيا شريك استراتيجي في إطار مشروع وحدة المتوسط الذي يعمل عليه ساركوزي، وبالتالي فإن زيارته تندرج في امتداد جولته التي شملت الجزائر وتونس، وهو يرغب في مناقشة مشروعه مع العقيد القذافي الذي أبدى اهتماماً كبيراً به". وأضاف أن"هناك أيضاً قضايا مشتركة بين ليبيا وفرنسا منها مكافحة الإرهاب، كما أن لفرنسا علاقة عمل فعالة مع ليبيا بالنسبة لشبكات الهجرة غير المشروعة".