وصل الى دمشق مساء أمس جان كلود كوسران مبعوث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، على أن يجري اليوم الأربعاء محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم لاطلاعه على نتائج اجتماعات مؤتمر الحوار اللبناني في سان كلو قرب باريس، وفق مصادر سورية مطلعة. وهذه أول زيارة لمبعوث فرنسي منذ منتصف 2004، عندما أوفد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الى دمشق مبعوثاً لحضها على إجراء تغييرات في سياستها الخارجية وعدم التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود. واستبعدت المصادر ان تشمل زيارة كوسران، قبل توجهه الى بيروت، إجراء لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، كما لم تؤكد لقاءه نائب الرئيس فاروق الشرع. وكانت مصادر ديبلوماسية غربية نقلت لپ"الحياة"عن المعلم تأكيده"الدعم السوري الكامل"للمبادرة الفرنسية لترتيب حوار لبناني، مشيرة الى ان باريس اتخذت"قراراً"بعدم إرسال أي موفد فرنسي الى دمشق قبل الحوار. وكان السفير الفرنسي في دمشق ميشيل دو كلو أبلغ محاوريه بضرورة إقدام الجانب السوري على"خطوات بناء ثقة"في لبنان، مشيراً الى ان"تنسيقاً كاملاً"يقوم بين التحركين الفرنسي والسويسري في شأن لبنان. وقال إن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى"قدم الدعم الكامل لاستئناف الجهود بين اللبنانيين". ولوحظ أمس أن الرئيس الأسد لم يتحدث في شكل مباشر عن الأوضاع في لبنان باعتبار أن موقف بلاده لم يتغير منذ خطابه الأخير. لكنه استغرب كيفية مطالبة أطراف دوليين في بيانات علنية دمشق ب"عدم التدخل"في شؤون لبنان من دون ان يسميها، في وقت يطلبون ذلك التدخل في جلسات مغلقة. ويعتقد بأن كوسران سيطلب من دمشق دعم الجلسات المقبلة من الحوار بين الأطراف اللبنانيين والعمل على"تهدئة"الأمور، في مقابل تأكيد الجانب السوري أن"التوافق اللبناني هو الحل".