قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده "تدعم في شكل كامل" التحرك الفرنسي لدعوة جميع الأطراف بما فيها"حزب الله"إلى باريس للبحث عن حل للازمة السياسية، مشيراً إلى ان"المبادرة الفرنسية خطوة إيجابية في الطريق الصحيح". وقالت مصادر ديبلوماسية أوروبية الى"الحياة"أمس ان موقف المعلم جاء في غداء عمل أقيم بدعوة من سفراء الاتحاد الأوروبي في دمشق، مشيرة إلى ان هذا الموقف يأتي في إطار تبادل"الإشارات الإيجابية"بين دمشقوباريس منذ انتخاب نيكولا ساركوزي رئيساً لفرنسا. وعلمت"الحياة"ان مبعوث وزير الخارجية الفرنسي جاك كلود كوسران كان مقرراً ان يزور دمشق في إطار اتصالات بعدد من الدول المعنية في إطار التمهيد لمؤتمر باريس نهاية الشهر الجاري. غير ان الزيارة تأخرت بعد اغتيال النائب وليد عيدو الأسبوع الماضي. وأوضحت المصادر ان المعلم نفى في لقائه السفراء الأوروبيين علاقة بلاده باغتيال عيدو، وان سورية لم تبلغ رسمياً عن موعد لزيارة كوسران، مشيرة إلى ان وزير الثقافة اللبناني طارق متري"لم يقدم اي دليل"عن تهريب أسلحة عبر الحدود السورية-اللبنانية، خلافاً لما تردد. وجدد الوزير السوري نفي علاقة بلاده بپ"فتح الإسلام"وپ"جند الشام"، موضحاً ان أجهزة الأمن قتلت ستة منهم في اشتباكات جرت أخيراً وأن 24 شخصاً منهم أيضاً، موجودون في السجون السورية. واعتبرت أوساط في دمشق ان من الإشارات الى تحسن الأجواء بين باريسودمشق بعد خروج الرئيس جاك شيراك من قصر إليزيه، رد الرئيس ساركوزي على برقية الرئيس بشار الأسد بالتهنئة بالفوز بالانتخابات. وعلمت"الحياة"ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قبل دعوة السفير الفرنسي ميشيل دوكلو الى مأدبة عشاء في مقر السفير. وكان السفير دوكلو زار بداية الشهر الجاري باريس والتقى وزير الخارجية برنار كوشنير لتلقي تعليمات جديدة في شأن سير العلاقات بين البلدين. وعلم انه كان تشدد على ضرورة تعميق التعاون الفني والمؤسساتي بين البلدين، مع الاستعداد لقيام كوسران بپ"اطلاع"الجانب السوري على تطورات مؤتمر المصالحة بين الأفرقاء اللبنانيين. ونقلت المصادر الديبلوماسية عن المعلم قوله ان"لبنان بلد مكون من طوائف عدة، والأكثرية النيابية لا يمكن ان تحكم الأقلية من دون إجماع وتوافق لبنانيين".