اكد مسؤول سوري رفيع المستوى ل "الحياة" وجود "خمس نقاط توافقية" بين دمشقوباريس منها ان العلاقات الثنائية"قائمة بذاتها ولاعلاقة لها بطرف ثالث"أي لبنان. وجاء كلام المسؤول السوري، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في اطار تقويم زيارة جان كلود كوسران مبعوث وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير دمشق، وإجراء الأخير اتصالين هاتفيين بنظيره السوري وليد المعلم. وأوضح المسؤول ذاته ان"نقاط التوافق"بين سورية وفرنسا تتضمن"انتخاب رئيس توافقي، وان يأتي الحل من داخل لبنان من دون تدخل خارجي، وإجراء الانتخابات في موعدها بحيث تكون فرصة لتحقيق وحدة اللبنانيين، وعدم وجود اي اسم لمرشح رئاسي لدى باريسودمشق، وان العلاقة السورية - الفرنسية لا علاقة لها بطرف ثالث". ولاحظت مصادر سورية"عدم توافر موقف مشابه لدى واشنطن يؤكد وجوب ان يكون رئيس لبنان توافقياً"، الأمر الذي تبلغه كوسران وكوشنير ومسؤولون أوروبيون آخرون. پوعلم ان دمشق تؤكد"أهمية انتخاب الرئيس وفق نصوص الدستوراللبناني"ما يعني توافر غالبية الثلثين. غير ان كوسران لم يجب بوضوح عن موقف باريس من ذلك بسبب وجود"تفسير آخر"للدستور اللبناني. وأوضحت المصادر ان الدستور اللبناني"واضح"في نصه بأن تجرى عملية انتخاب الرئيس ب"غالبية الثلثين وأن يتحول مجلس النواب الى هيئة انتخابية"وانه"في حال فشل النواب بانتخاب رئيس، تكون الانتخابات في الجلسة المقبلة باغلبية النصف زائداً واحداً". وزادت:" لا بد من عقد جلسة بنصاب الثلثين لتفتح الباب للنصف زائداً واحداً". وقالت مصادر ديبلوماسية في دمشق ل"الحياة"ان زيارة كوسران دمشق كان لها ثلاثة اهداف:"الاول، تقديم ايجاز الى المسؤولين السوريين في شأن نتائج زيارة كوشنير ونظيريه الاسباني ميغيل انخيل موارتينوس والايطالي ماسيمو داليما لبنان، الثاني، استئناف الحوار السوري - الفرنسي، الثالث، التمهيد للقاء المعلم وكوشنير"على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق الموسع في اسطنبول. وقالت المصادر ان اللقاء بين الوزيرين السوري والفرنسي سيتم بعد ظهر غد الجمعة. ولوحظ ان باريس"اعلنت رسمياً"عن اللقاء قبل إدلاء المعلم بتصريح أول من أمس قال فيه ان اللقاء سيتناول كل قضايا الشرق الأوسط بما فيها الأوضاع في لبنان، علماً انه سيكون اللقاء الأول بين وزيري البلدين منذ بداية 2005. وتابعت المصادر السورية ان دمشق تبلغت من كوسران ان باريس"لا تريد الدخول في لعبة الأسماء وأنها تركز على توفير التوافق". وفيما شدد المبعوث الفرنسي على اهمية"ارتباط الأفعال بالأقوال"، وان باريس"ستحكم على افعال دمشق"، اوضحت المصادر ان الجانب السوري طلب من كوسران"تحديد المطلوب من دمشق بوضوح"ذلك ان باريس تقول انها"لا تريد من احد التدخل، وبالتالي فإن مجرد عدم التدخل هو أمر ايجابي"مع الإشارة الى وجود"تناقض في بعض الاحيان بين المطالبة بعدم التدخل والمطالبة بالتدخل". وزادت:"إذا كان المقصود بالتدخل ان تضغط دمشق على اصدقائها المعارضة في لبنان لقبول ما لا ينسجم مع مصالحهم فهذا وهم، إذ ان دمشق لن تفعل ذلك والمعارضة لن تقبل بذلك".