سأل البطريرك الماروني نصر الله صفير أمس عما إذا كان الفرقاء اللبنانيون سيأخذون بلائحة الأسماء المرشحة للرئاسة، رداً على مطالبته بتسمية مرشح أو أكثر إذا تعذر على هؤلاء الفرقاء التوافق على انتخاب رئيس جديد. لكن صفير أبقى على احتمال تسميته عدداً من المرشحين اثنان أو ثلاثة بعد جلسة 12 الشهر المقبل قائماً، إذ أجاب مرتين رداً على إلحاح وفد من نادي الصحافة زاره امس بالقول:"سنرى". وترك الأمر الى حينه. وكانت"الحياة"ذكرت في عددها الاحد الماضي ان صفير أبلغ زواراً له، وبينهم معنيون مباشرة بالاستحقاق الرئاسي، انه سيسمي مرشحين إثنين أو ثلاثة مرشحين ليختار النواب من بينهم، إذا تعذر توافق الفرقاء السياسيين بعد جلسة المجلس النيابي التي دعا إليها رئيسه نبيه بري في 12 الشهر المقبل لانتخاب الرئيس. وينتظر ان تتواصل الاتصالات الخارجية لضمان إجراء الاستحقاق الرئاسي اللبناني، والتي أخلى الحوار السياسي الداخلي الساحة لها خلال الأسبوع الماضي ويتوقع ان تتواصل هذا الأسبوع ايضاً. راجع ص8 وإذ حل التصعيد في بعض المواقف الداخلية مكان اللقاءات الحوارية المجمدة في انتظار اتضاح تحرك البطريركية المارونية، علمت"الحياة"ان"حزب الله"أعطى تعليمات الى محازبيه، بالعودة الى رفع وجودهم في مخيم الاعتصام الذي تنظمه المعارضة اللبنانية في ساحتي رياض الصلح والدباس وجزء من ساحة الشهداء في وسط بيروت، بعدما اقتصر وجود المعتصمين على أعداد رمزية في الخيم المنتشرة في هذه الساحات خلال الأشهر الماضية وسط استمرار قطع الطرقات الى السراي الحكومية الكبيرة وجزء من المنطقة التجارية في الوسط التجاري. وأعلن تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي الذي يرأسه العماد ميشال عون، ان الموالاة قوى 14 آذار"تتحدث لغة مزدوجة وتعمل بتوجهين متناقضين". وعاد التكتل الى المطالبة بتأليف حكومة انتقالية استدراكاً للفراغ في حال تعذر التفاهم على رئيس جديد. ومن جهته، أكد رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع انه"مستعد لتلبية أي دعوة الى لقاء لقادة الصف الأول في بكركي شرط ألا يُستثنى أحد". وفي دمشق، قالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"أمس ان محادثات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مع المسؤولين السوريين، أظهرت"تطابق رأيي"دمشقوطهران على ضرورة انتخاب رئيس لبناني"توافقي وبحسب النصوص الدستورية"، وان يكون"مؤمناً بالعلاقة الجيدة مع سورية"، مشيرة الى ان الجانبين لم يدخلا في"لعبة أسماء"المرشحين الى الرئاسة. وكان متقي نقل أمس رسالة من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الى نظيره السوري بشار الأسد تتضمن اطلاعه على نتائج قمة بحر قزوين وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى طهران والتنسيق بين دمشقوطهران قبل"الأسابيع الحامية"في لبنان. وأفاد بيان رئاسي سوري ان لقاء الأسد ومتقي تناول"آخر التطورات على الساحة اللبنانية والتأكيد على دعم كل ما يتوافق عليه اللبنانيون". وقال المعلم في تصريحات صحافية:"أؤكد ان الدور السوري والإيراني متفق حول رئيس توافقي وان الحل لبناني، وان لا سورية ولا إيران لديهما اسم لمرشح رئاسي ونريد ان تجرى الانتخابات كفرصة لتوحيد اللبنانيين لأن أمن لبنان واستقراره مهمان لنا وللمنطقة". وأوضحت المصادر السورية ل"الحياة"ان الطرفين اتفقا على"المبادئ العامة القائمة على الوفاق وان يكون الرئيس الجديد مقبولاً من الجميع ويحظى بالإجماع ويحقق الاستقرار وان يكون مؤمناً بالعلاقة الجيدة مع سورية". وزادت:"الحل في ان يتوافق اللبنانيون على الرئيس". وأعلن المعلم ان زيارة جان كلود كوسران مبعوث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، استهدفت"التمهيد"للقاء الوزيرين السوري والفرنسي في اسطنبول وان الطرفين اتفقا على ان يتضمن جدول المحادثات"المواضيع والمسائل القائمة في منطقتنا بدءاً من العراق ثم لبنان الى وحدة الصف الفلسطيني الى الاجتماع الدولي إضافة الى الانتقال خطوة متقدمة في تصحيح علاقاتنا الثنائية". وأشار المعلم الى ان الموقفين السوري والفرنسي"متطابقان حول الأمل بأن يتوصل اللبنانيون الى رئيس توافقي. وأكدنا ان لا سورية ولا فرنسا لديهما اسم لمرشح وان الحل يجب ان يكون لبنانياً من دون تدخل خارجي"، مشيراً الى ان الطرفين"عبرا عن الرغبة في تجاوز المرحلة الماضية والانطلاق بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات". وعلمت"الحياة"ان كوسران سيزور طهران في الأيام المقبلة، وان جولته لن تشمل تركيا باعتبار ان كوشنير سيلتقي الأتراك في مؤتمر اسطنبول الخاص بالعراق. كوسران والمعلم وفي باريس، قال ل"الحياة"مصدر فرنسي مطلع ان محادثات كوسران في دمشق تناولت الاستحقاق الرئاسي في لبنان، والتحضيرات للقاء كوشنير والمعلم في اسطنبول. وذكر أن المبعوث الفرنسي عرض، مع المسؤولين السوريين، رغبة فرنسا والأسرة الدولية بأن يتم انتخاب الرئيس اللبناني في الموعد الدستوري على أن يكون رئيساً يحظى بأوسع تأييد، لكنه لم يدخل في أي تفاصيل مرتبطة بخلافات لبنانية حول الانتخاب بالنصف زائداً واحداً أو أي صيغة أخرى. وقال المصدر إن هناك عوامل تشير الى أن المسؤولين السوريين يدرسون ما إذا كانوا سيتجاوبون مع متطلبات الأسرة الدولية، لكن من الصعب القول الآن إنهم بلوروا موقفاً معيناً، مكرراً أمل فرنسا بأن يكون تحرك سورية بناء وايجابياً في عدم عرقلة الانتخاب الرئاسي في لبنان. وقال المصدر إن الجانب السوري أكد للمبعوث الفرنسي ان سورية مستعدة لتبادل سفارات مع لبنان، وأنها وجهت رسالة بهذا المعنى الى الأمين العام للأمم المتحدة. ونقل المصدر عن كوسران حذره الكبير في التكهن حول حقيقة الموقف السوري وتجاوبه مع متطلبات الأسرة الدولية في تسهيل انتخابات الرئاسة في لبنان. الى ذلك، نقل المصدر ل"الحياة"عن محادثات كوسران مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، تطابقاً في الموقف السعودي مع فرنسا، وحذراً كبيراً إزاء السياسة السورية في لبنان والتدخل في شؤونه. وفي إطار الاتصالات الخارجية، يزور رئيس كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري القاهرة اليوم، حيث يجري محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك وعدد من كبار المسؤولين المصريين، تتناول آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، لا سيما ما يتعلق منها بالجهود التي تبذلها مصر وعدد من الدول العربية للمساعدة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وفيما نفت السفارة الأميركية في بيان أمس مجدداً الأنباء التي تتردد عن نية واشنطن إقامة قاعدة عسكرية في لبنان واعتبرتها"قصة ملفقة"، أعلن السفير الإيراني في بيروت محمد رضا شيباني بعد لقائه الرئيس بري أمس ان طهران"لن توفر فرصة ولو صغيرة لمساعدة لبنان للوصول الى الإجماع المنشود"حول الاستحقاق الرئاسي. وقال شيباني رداً على سؤال حول إمكان قيام إيران بدور توفيقي بين سورية والمملكة العربية السعودية:"بالتأكيد سنقوم بهذا المسعى الحميد".