تحرّك رئيسة وزراء باكستان السابقة بنظير بوتو السياسات الباكستانية عبر محادثات هادئة عبر وسطاء حول صفقة لتقاسم السلطة مع الرئيس الجنرال برويز مشرف، مرجحة في مقابلة عودتها إلى باكستان قبل نهاية السنة. وتواجه بوتو اتهامات بالاعتقال بتهم فساد وأمضت السنوات الثماني الماضية في المنفى الاختياري في لندن ودبي، في وقت لا تزال تقود "حزب الشعب الباكستاني"، اكبر حزب معارض في البلاد. ووصل مشرف الى الحكم في انقلاب عسكري في تشرين الأول أكتوبر 1999، وأطاح بخليفة بوتو نواز الشريف الذي يعيش بدوره في الخارج تفادياً لمحاكمته بتهم فساد. وفيما تستعد باكستان للتوجه الى الانتخابات هذا العام، يواجه مشرف معارضة متنامية بسبب سعيه الى الترشح لولاية ثانية. وتحاول بوتو إظهار نفسها كمنقذ للبلاد، وكشخص باستطاعته قيادة باكستان مجدداً نحو الديموقراطية، وتأمين حلف اكثر صدقية من الجنرال مشرف الذي انتقدت أداءه في محاربة الإرهاب والتطرف. وقالت بوتو انه في ظل حكم مشرف، استخدمت حركة طالبان وتنظيم"القاعدة"المناطق الشمالية من باكستان الخارجة على القانون لإعادة تنظيم نفسها، والتسبب بالفوضى في أفغانستان وداخل باكستان نفسها. وأضافت ان واشنطن تستمر مع ذلك في دعم الجنرال مشرف، وهي قدمت له بلايين الدولارات كمساعدات منذ العام 2001. وعلى رغم تشديده المتكرر على أنه لن يسمح لبوتو بالمشاركة في الانتخابات، يؤكد مساعدون وديبلوماسيون أن مشرف يجري مفاوضات سرية للتوصل الى نوع من صفقة تسمح لها بالعودة على ان يبقى في السلطة، وبالتالي فان الاتهامات بالفساد التي تقول بوتو ان دوافعها سياسية يمكن إسقاطها. وقالت بوتو:"يقول الجنرال مشرف انه لن يسمح لي بالعودة، أفسر هذا بأنه قد يعني انه سيعتقلني ويحرمني من حرية التحرك وحرية التعبير وحرية تأسيس الجمعيات"، مضيفة:"على أي حال، أريد العودة وأتطلع الى الفترة بين أيلول سبتمبر وكانون الأول ديسمبر لذلك". ولم يحدد بعد موعد الانتخابات المقبلة في باكستان، والتي لا بد من ان تجرى قبل نهاية العام الحالي. وقالت بوتو:"كي تتمتع الانتخابات بصدقية، من المهم ألا يحرم من المشاركة زعيم حزب، حزب هو الأكثر شعبية في البلاد". ولفتت إلى أن هناك جبهتين في باكستان: الديكتاتورية العسكرية ضد الديموقراطية، والإسلام المعتدل ضد التشدد. وقالت ان الانتخابات قد تكون فرصة باكستان الأخيرة لاختيار مسار معتدل. وحذرت بوتو من انه فيما يدعو مشرف الى الإسلام المعتدل، فإن المستشارين والجيش والاستخبارات والمتشددين حوله الذين يمسكون بخيوط السلطة يعملون ضد هذا الاتجاه. وقالت انه على رغم سياسة مشرف المعلنة باتجاه"التحديث المتنور"، فإن"القاعدة"وطالبان تستخدمان شمال باكستان لإعادة التنظيم، إضافة الى ان تأثير طالبان يكتسح أنحاء البلاد.