يقول محللون ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف يبدو في طريقه الى الفوز بولاية جديدة في الانتخابات التي تجرى في السادس من تشرين الاول اكتوبر المقبل، وترك منصبه كقائد للجيش بعد ذلك بقليل، غير ان بقاءه في السلطة يتوقف على عثوره على حلفاء سياسيين جدد. وتراقب الولاياتالمتحدة والدول الغربية وضع الديموقراطية في باكستان، وتعتمد هذه الدول على مشرف لدعم تدخلها العسكري في افغانستان وحربها ضد"القاعدة". ورفضت لجنة الانتخابات اعتراضات على ترشيح مشرف قدمتها المعارضة، بعد يوم من رفض المحكمة الباكستانية العليا طعوناً في سعي الرئيس الى اعادة انتخابه وهو لا يزال يشغل منصب قائد الجيش. وعلى رغم تراجع شعبية مشرف في ستة اشهر منذ محاولته غير الحكيمة لإطاحة كبير القضاة فإن الغالبية التي يتمتع بها الائتلاف الحاكم تضمن له الفوز في الاقتراع في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والمجالس المحلية. ويقول حسن عسكرى رضوي وهو محلل في لاهور:"ربما يفوز الجنرال مشرف في الانتخابات ولكن مستقبله السياسي غير مؤكد." ومن المقرر حل البرلمان منتصف تشرين الثاني نوفمبر المقبل، لإجراء انتخابات عامة منتصف كانون الثاني يناير، ومن المتوقع ان يفقد عدد كبير من الساسة ممن انضموا إلى البرلمان تحت مظلة مشرف بعدما استولى على السلطة قبل ثماني سنوات مقاعدهم. ويقول محللون ان مشرف سيكون مهدداً بصورة اكبر بعدما يفي بتعهده بترك الجيش الذي حكم البلاد لما يزيد عن نصف تاريخها منذ تأسيسها قبل ستين سنة في غياب قاعدة سياسية قوية يستند اليها الرئيس. ويقول طلعت مسعود الجنرال المتقاعد والمحلل:"حين يخلع زيه العسكري سيرى مركز السلطة يتحول نحو قائد الجيش الجديد. سيواجه تهديداً سياسياً اكبر ومن الجيش ايضاً." وينبغي ان يتأكد مشرف من اضفاء صدقية على فوزه المتوقع في الانتخابات من الاحزاب المعارضة والا واجه تحدياً من البرلمان الجديد لسلطاته. وينوي انصار نواز شريف الاستقالة من المجالس غداً الثلثاء الى جانب ممثلي الاحزاب الدينية واحزاب أصغر. وكان شريف رئيساً للوزراء حين أطاحه مشرف عام 1999 وأمر بترحيله حين عاد للبلاد من المنفى في العاشر من ايلول سبتمبر الماضي. لكن الأنظار مسلطة على ما سوف تفعله رئيسة الوزراء بينظير بوتو التي تعيش في منفى اختياري. فحزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه اكبر حزب معارض في البلاد، وعلى رغم ان اعضاء الحزب في البرلمان لن يصوتوا لمشرف اذ انهم تقدموا بمرشح عن الحزب غير ان مشاركتهم ستضفي على الانتخابات شرعية أكبر. واجرى مشرف وبوتو محادثات حول اتفاق محتمل للمشاركة في السلطة بعد الانتخابات يتيح لها ان تصبح رئيسة للوزراء للمرة الثالثة ولكن لم يتوصلا لاتفاق بعد. وتنوي بوتو انهاء اقامتها في المنفى طيلة ثماني سنوات والعودة إلى باكستان في 18 تشرين الاول المقبل، رغم قضايا الفساد المرفوعة ضدها. وينظر اليها ومشرف كزعيمين تقدميين سيحاولان منع باكستان من السقوط في براثن مسلمين محافظين، ومحاربة مقاتلي"القاعدة"الذين يحاولون زعزعة استقرار البلاد من معاقل في المناطق القبلية على الحدود مع افغانستان. لكن ثمة شكوكاً في شأن المدة التي يمكن أن تتعاون خلالها هاتين الشخصيتين القويتين. ولمحت الصحف الى ان مشرف يحاول حل تحالف اسلامي مؤلف من ستة احزاب بمحاولة ضم اكبر اعضائه الى صفه. وتتمتع جمعية علماء الاسلام بقيادة فضل الرحمن بنفوذ كبير في المناطق الحدودية حيث يقاتل الجيش الباكستاني القبائل الموالية لطالبان. ويتحمل مشرف شخصياً مسؤولية عزله نفسه فبعد استيلائه على السلطة همش الاحزاب السياسية الرئيسة ليفسح مساحة لنمو وازدهار حلفائه المحافظين والاحزاب الدينية. ويقول نجم سيثي رئيس تحرير صحيفة"ديلي تايمز"ان عهد مشرف قد يكون ولى ما لم يبرم اتفاقاً مع بوتو وفضل الرحمن. وتابع:"اذا أبدى الحزبان السياسيان الكبيران استعداداً للتحالف معه فلن يواجه مشكلة خطيرة."وأضاف:"أما اذا اتجه الحزبان إلى الجماعات المعارضة فسيكون بقاؤه صعباً."