يأمل منظمو بطولة العالم الحادية عشرة لألعاب القوى المقررة من 25 آب أغسطس الى 2 أيلول سبتمبر المقبلين في مدينة أوساكا اليابانية، نتائج مميزة وأرقاماً قياسية تجعل من المناسبة محطة ساطعة في سجل"مونديال أم الألعاب"، وعلى غرار ما تحقق خلال بطولة العالم الثالثة عام 1991 في طوكيو. والنقطة المركزية في ما يتطلّع اليه المنظمون تحديداً ونخبة المشاركين عموماً، مضمار"ناغاي ستاديوم". الذي يوصف ب"السريع جداً"وفق رأي خبراء كثر، وفي ضوء"الاختبار الميداني"المتمثّل بلقاء أوساكا الدولي التي أقيم يوم 3 أيار مايو الماضي، حيث تمكّن بطل العالم في سباق ال400 م الأميركي جيريمي وارينر من تسجيل زمن مقداره 44.02 ثانية، وحسّنت الأسترالية سالي ماك ليلن رقمها الوطني في الپ100م حواجز بنحو 20 في المئة من الثانية من 12.92ث الى 12.71ث. والخلاصة العملية لما تقدّم ان نوعية الترتان الجديدة التي كسي بها المضمار أو بالأحرى الطبقة العلوية من هذه المادة كونها ملائمة أكثر للدوس غير المزعج أو المؤلم في أصعب الحالات والإرتقاء المناسب. والمادة المستخدمة هي خلاصة أبحاث وتجارب وخلطات صناعية اختبرت منذ دورة ميونيخ الأولمبية عام 1972، وكشف كيوشي مورييشي مدير الأبحاث والتطوير في"أوكو"المصنع الياباني للأرضيات الإصطناعية، ان"النتائج الفعّالة في بطولة العالم عام 1991 جعلتنا نمضي قدماً في برنامج التعديل والتطوير، ولمسنا جانباً من النجاح المنشود من خلال الأرقام المسجلة في دورة أتلانتا الأولمبية عام 1996، ومنها الرقم المميز للعداء الأثيوبي هايله جبريسيلاسي في سباق ال10 آلاف متر". وتخضع"اوكو"طبعاً لدفتر شروط الاتحاد الدولي لألعاب القوى والمعايير الخاصة بأرضيات المضامير، وقد حاز مضمار ناغاي ستاديوم على الترخيص الرسمي في 24 نيسان أبريل الماضي، أي قبل موعد لقاء أوساكا. ويلفت كلايد هارت المدرب السابق لوارينر الى أن"الأرضية الجديدة ممتازة في نوعيتها، وهندسة المنعطفات مريحة جداً". وطبعاً ينشد المنظمون لجذب الأبطال الى اللقاءات الدولية توافر مضامير ذات أرضية ملبية للسرعة أو ما يختصر بتسميته"أرضية سريعة"وواقية من الإصابات، أي انها لينة مائلة الى الصلابة. "ترطيب" وتبلغ سماكة الطبقة الأخيرة التي كُسي بها مضمار ناغاي ستاديوم خمسة ميلليمترات مقسّمة على ثلاث طبقات: الأولى لزجة والثانية أكثر صلابة والثالثة ناعمة. وأخذ في الاعتبار الحرارة المرتفعة التي ستميّز طقس فترة مونديال القوى، واستعملت في المزيج المطاطي حبيبات ممتصة للحرارة، وبالتالي ستتقلص على أرضية المضمار من 60 درجة اذا كان مكسواً بمواد عادية الى 40 درجة، وهي ملائمة جداً لعدائي السرعة والمسافات الطويلة على السواء، وعموماً، هناك طريقتان في كسو المضامير بالأرضيات المطاطية: فلش بسط مصنعة مسبقاً ولصقها أو فلش مواد لزجة سائلة وجبلها وفق معايير المقاييس والسماكة المطلوبة. ويبدو ان الخلطة اليابانية"ستغزو"العالم بعد مونديال أوساكا، كونها مزيج قادر على امتصاص الضغط والقوة، ليّن المسطح مقاوم لعوامل الطبيعة وغيرها. وبالتالي، قد يصبح مضمار ناغاي ستاديوم مقصداً لتحقيق الإنجازات على غرار مضمار مكسيكو مسرح تحطيم 33 رقماً قياسياً ما بين 1955 و 1979 نظراً لارتفاعه عن سطح البحر، و ملعب بيسيلت في أوسلو وليتزغروند في زوريخ قبلة أنظار عدائي المسافات المتوسطة، وأثينا ولوزان محطتا أرقام السرعة. فالرقمان العالميان الأخيران للمئة متر تحطما في العاصمة اليونانية الأميركي موريس غرين: 9.79ث عام 1999، والجامايكي آسافا باول 9.77ث عام 2005. وكان لقاء لوزان شهد تسجيل الأميركي لوروي باريل 9.84ث عام 1994، وتحقيق الصيني ليو جيانغ 12.88ث في سباق ال110 أمتار حواجز.