أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس رفع الحصار السياسي والاقتصادي عن حكومة سلام فياض التي اجتمعت للمرة الاولى لوضع خططها والتي حددتها بفرض الامن والنظام، وتوفير المال لإنعاش الاقتصاد، وحسم ازدواجية ولاء الموظفين في غزة. بموازاة ذلك، حذر الاتحاد الاوروبي من عواقب الفصل السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية، ودعا اسرائيل إلى دعم الرئيس محمود عباس من خلال تسريح العوائد المالية وفتح آفاق للحل السياسي واطلاق النائب مروان البرغوثي. راجع ص 2 و3 في غضون ذلك، أعرب مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الأسبوعية التي عقدت في الرياض أمس برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، عن"عميق ألمه لما يجري على الأرض الفلسطينية من اقتتال يسيء للكفاح الفلسطيني". وناشد القادة الفلسطينيين أن"يتقوا الله في ما تعاهدوا عليه أمام الكعبة المشرفة، وما أقسموا عليه بأن يتحدوا وألا يتقاتلوا"، مؤكداً أن مقتضى ذلك العهد"الوقف الفوري لكل ما يجري من عمليات قتل وحشية وتصفيات جسدية، بل تحريم الدم الفلسطيني والعودة إلى الحوار والتفاهم لحل الخلافات". وقال ان على"الإخوة الفلسطينيين أن يدركوا أن هذا الصراع لن يؤدي إلا إلى هدم القضية الفلسطينية بكامل أركانها"، معتبرا أن"تاريخ النضال شوّهته الأحداث الجارية بينهم". وسجلت امس أول خطوة لرفع الحصار عن حكومة فياض، اذ أعلنت رايس ان الادارة الاميركية ستستأنف المساعدات المباشرة، مشيرة الى ان العلاقات ستكون"طبيعية بين حكومتينا". واتهمت"حماس"بالسعي الى تقسيم الفلسطينيين، مؤكدة ان ادارة الرئيس جورج بوش تنظر الى الشعب الفلسطيني كشعب واحد وتسعى الى دولة فلسطينية واحدة. وقالت ان الادارة سترسل مساعدات بقيمة 40 مليون دولار الى"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل الفلسطينيين اونروا في غزة، وان مبلغ ال86 مليون دولار الذي كان مخصصاً للرئاسة الفلسطينية سيخضع لمراجعة مع اللجان المعنية في الكونغرس لتخصيص قسم منه للحكومة، مضيفة ان الادارة ستأخذ المزيد من الخطوات لتقديم المساعدات لبناء المؤسسات الفلسطينية. وكان الرئيس محمود عباس تلقى امس اتصالا من بوش أعرب فيه عن دعمه لخطواته الأخيرة، في حين زار القنصل الاميركي العام جاكوب والاس أمس فياض لتقديم دعم الادارة الاميركية له ولحكومته. ومن المقرر ان يستقبل بوش رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت اليوم، وسط تأكيدات اسرائيلية بأن اولمرت سيبلغ الرئيس الاميركي شروطه لدعم عباس أمنيا واقتصاديا، وعلى رأسها التصدي ل"حماس"ومنع تعاظم قوتها في الضفة. وفي لوكسمبورغ، دعم وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الحكومة الفلسطينية، واتخذوا قراراً باستئناف المعونات المباشرة لها، لكنهم تحفظوا عن بحث مبالغ محددة في انتظار اكتمال معطيات الوضع السياسي. في الوقت نفسه، اتفق الوزراء الاوروبيون خلال اجتماعهم مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، على ضرورة استعجال الافراج عن عوائد الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية لدى اسرائيل، إلا ان الجانبين اختلفا في تقويم الوضع السياسي وإمكانات الخروج من الأزمة. وبينما ألح منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا على أهمية"فتح الآفاق السياسية في أقرب وقت ممكن"، فإن ليفني قسمت الفلسطينيين الى متشددين ومعتدلين، وطالبت الأوروبيين بدعم الفصيل الثاني. ونقل مصدر ديبلوماسي إلى"الحياة"ان الوزيرة ليفني دعت خلال لقائها سولانا الى"ضرورة تعزيز الفصل السياسي والجغرافي بين قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس، وبين الضفة التي تخضع للسلطة الوطنية"، مشيراً الى ان طروحاتها"لم تحظ لدى الوزراء الاوروبيين بأدنى تفهم". وأفاد مصدر مطلع ان الاتحاد الاوروبي وبلدان عربية طالبت اسرائيل ب"القيام بمبادرة سياسية من شأنها دعم عباس مثل الإفراج عن زعيم حركة فتح مروان البرغوثي". وكان البرغوثي أعلن من سجنه الاسرائيلي امس دعمه لحكومة الطوارئ، مندداً ب"الانقلاب العسكري"ل"حماس"في قطاع غزة وب"مشاهد غزة المؤلمة"من تعديات على الممتلكات والمؤسسات والكوادر. وفيما بدأ قادة"فتح"يفيقون من صدمة ما جرى في غزة، علت أصوات تطالب بإجراء تحقيق للوقوف على حقيقة ما جرى من انهيار في صفوف الحركة والأجهزة الأمنية وبمحاكمة رجل الحركة القوي في غزة محمد دحلان. وتواصلت امس محاولات فرار المئات من أعضاء"فتح"والاجهزة الامنية من غزة باتجاه الضفة، وتجمعوا عند معبر بيت حانون ايريز حيث اطلق الجيش الاسرائيلي عليهم النار لمنعهم من المرور، فقتل فلسطينيا واصاب ثلاثة آخرين مساء أمس. وافاد شهود ان عناصر من"كتائب القسام"التابعة ل"حماس""يتمركزون على حاجز عند مدخل بيت حانون على بعد مئات الامتار من المعبر، اطلقوا النار في الهواء مراراً خلال النهار لمنعهم من الفرار".