سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توجه أميركي واسرائيلي نحو فك الحصار عن السلطة لدعم حكومة "الطوارئ". واشنطن واوروبا و"الرباعية" تدعم عباس "بالكامل" وموسكو تحمل على سياسات "دق الأسافين"
بعد يوم على إعلان حركة "حماس" سيطرتها على قطاع غزة، أعلنت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وغالبية الدول الغربية دعمها بالكامل للرئيس محمود عباس أبو مازن، في حين طالبت موسكو بتجنب سياسات"دق الاسافين بين الفلسطينيين"، في تلميح الى ضلوع أطراف خارجية في التطورات الأخيرة. وقالت ناطقة باسم الاتحاد الاوروبي ان اعضاء الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الاوسط الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة تعهدوا بالدعم الكامل للرئيس الفلسطيني محمود عباس امس. واوضحت الناطقة باسم المنسق الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا بعد مؤتمر عن بعد عبر دائرة مغلقة بين ممثلي اللجنة"هناك رسالة دعم واضحة للرئيس عباس خصوصاً في هذا الوقت الصعب لتشكيل حكومة طوارئ". وعبر اعضاء اللجنة ايضا عن"قلق كبير"ازاء الوضع الانساني للفلسطينيين بعد سيطرة"حماس"على غزة. ولم يستبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إمكان مناقشة مشاركة قوات سلام دولية لتسوية الوضع، في وقت تابعت الإدارة الأميركية اتصالتها أمس مع أعضاء اللجنة الرباعية للبحث في"نموذج جديد"للتعامل مع الواقع الفلسطيني بعد إعلان الرئيس عباس حال الطوارئ التي اعتبرتها واشنطن"نهاية لحقبة حكومة حماس"وانطلاق مرحلة جديدة للانخراط تستدعي جهوداً إقليمية ومساعدة أكبر لتعزيز موقع عباس. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس إن"عباس مارس صلاحياته القانونية بوصفه رئيساً للسلطة الفلسطينية وممثلاً للشعب الفلسطيني". وأضافت أن"عباس انتخب عام 2005 بغالبية مريحة... وندعمه بالكامل في قراراته التي اتخذها لمحاولة وضع حد لهذه الازمة باسم الشعب الفلسطيني بهدف منحه فرصة للسلام ومستقبلاً افضل". جاء ذلك في حين تدرس الولاياتالمتحدة واسرائيل تخفيف العقوبات في الضفة الغربيةالمحتلة لتعزيز حكومة طوارئ يعكف عباس على تشكيلها. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى إن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس جورج بوش سيناقشان في اجتماع في واشنطن الاسبوع المقبل سلسلة من"اللفتات"التي يمكن اتخاذها بسرعة، بهدف تعزيز عباس وحركة"فتح"و"المعتدلين"الآخرين في الضفة وعزل"حماس". وقال مسؤولون إسرائيليون وغربيون إن الاستراتيجية الأميركية تقوم على أساس أن تقوية عباس واحياء عملية السلام في الضفة، سيؤديان الى تهميش"حماس"وزيادة فرص"فتح"في الفوز في أي انتخابات مستقبلاً. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى شارك في المداولات الداخلية:"اذا شُكلت حكومة طوارئ بلا مشاركة من حماس، فيمكن الأموال أن تتدفق حينئذ. في رأينا، لم تعد حكومة حماس موجودة". كما أكد مسؤول اسرائيلي آخر أن الدولة العبرية ستوافق على الجهود الأميركية"لتأييد عباس في شكل كامل وتعزيزه في الضفة". إلى ذلك، رحبت مصادر في الخارجية الأميركية تحدثت إلى"الحياة"بخطوة عباس تشكيل حكومة طوارئ، وأكدت أن واشنطن تؤيد أي دعوة الى انتخابات والرجوع الى الفلسطينيين للتوصل الى"نموذج جديد"في المعادلة الفلسطينية. وتخشى الادارة الأميركية تراجع موقع عباس نتيجة التطورات الأخيرة، خصوصاً لجهة عجزه عن السيطرة أو التفاوض حول غزة في أي محادثات. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن البيت الأبيض بدأ بمراجعة جدوى قيام الرئيس بوش في خطاب لمناسبة اعلان حل الدولتين في 24 حزيران يونيو الجاري. كما خفض التوقعات من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ولقائه بوش الثلثاء المقبل. وتسعى الادارة الأميركية الى ممارسة ضغوط على الاسرائيليين والحكومات العربية المعتدلة لمنع انهيار كامل في موقع الرئيس عباس على الساحة الفلسطينية. وأشارت المصادر الى أن واشنطن اتصلت بالحكومة المصرية، وحضتها على لعب دور أكبر في حماية الحدود مع غزة، وحذرت القاهرة من أن أي صعود عسكري ل"حماس"في غزة يمثل تهديداً أمنياً على مصر. وتحاول واشنطن تفادي سيناريو الاستسلام والقبول بالسيطرة الأمنية والسياسية ل"حماس"على قطاع غزة، نظراً إلى تداعياته على استقرار المنطقة وخشية تحول غزة ملاذاً آمناً لعناصر تنظيم"القاعدة"أو جماعات معادية للولايات المتحدة في حربها على الارهاب. في الوقت ذاته، تتفادى الادارة الأميركية اشعال الفتنة في غزة، خوفاً من انتقالها الى أماكن أخرى وللحؤول دون زيادة التطرف في الصف الفلسطيني. وفي برلين، دانت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي"في شدة استيلاء ميليشيات حماس غير الشرعية على السلطة بواسطة العنف في غزة ومقتل مدنيين أبرياء"، بحسب الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن جاغر. وقال جاغر إن رئاسة الاتحاد الاوروبي"قلقة جداً ازاء الانعكاسات الانسانية"لما حصل، وتطلب"من كل الاطراف السماح بإيصال المؤن الى السكان الفلسطينيين في قطاع غزة". وتابع أن الرئاسة"تدعم بقوة"قرار عباس"إنشاء حكومة طوارئ". وفي لندن، أقرت الحكومة البريطانية بأن السيطرة الكاملة لحركة"حماس"أوجدت"واقعاً جديداً"، لكنها تمسكت بقرارها رفض التعامل مع الحركة الاسلامية. ودانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت"انقلاب""حماس"في غزة، وقالت إن بريطانيا ترغب في مواصلة العمل مع السلطة الفلسطينية الشرعية. وصرحت بيكيت لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي بأنه سيكون من الخطأ السماح ل"حماس"بالاستفادة من استيلائها على السلطة في غزة، مشيرة الى"أن فكرة مكافأة تنفيذ انقلاب بشكل ما من المجتمع الدولي تبدو غريبة تماماً". وفي باريس، أعربت فرنسا عن قلقها حيال وضع السكان المدنيين في قطاع غزة، وجددت دعمها للرئيس عباس الذي اعتبرته ركيزة المؤسسات الديموقراطية الفلسطينية. ودعا الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتسيت ماتيي، الأطراف الفلسطينية الى العدول عن العنف والوحدة ومعاودة الحوار، لافتاً الى أن الفوضى التي تسود غزة يمكن أن تشكل عامل عدم استقرار لمجمل المنطقة. وأشار الى أن هذه الأوضاع ستكون موضع بحث بين وزراء الاتحاد الأوروبي ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في لوكسمبورغ بعد غد الاثنين. وأوضح أن الجانب الأوروبي سيطلب من إسرائيل الاقدام على خطوات من بينها ما اتفق عليه عباس وأولمرت خلال اجتماعهما أخيراً لتعزيز أوضاع الفلسطينيين المعتدلين. وفي طوكيو، اعلنت اليابان وقوفها الى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الصراع الدائر بين حركتي"فتح"و"حماس"، ودعت الى احلال النظام في قطاع غزة. وفي طهران، انتقد الرئيس الايراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني المواجهات بين الفلسطينيين في قطاع غزة، داعياً الأطراف المتنازعة الى توجيه أسلحتهم نحو اسرائيل.