التقى الرئيس محمود عباس سراً في رام الله الأحد الماضي اثنين من كبار مساعدي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت هما مدير مكتبه يورام تيربوفيتش ومستشاره السياسي شلومو ترجمان. وهذه المرة الاولى التي يزور فيها مساعد لأولمرت مدينة رام الله منذ انتخابه رئيسا للوزراء قبل حوالي عام. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ان اللقاء جاء ضمن تحضيرات يجريها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي بطلب من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لعقد لقاء بين اولمرت وعباس قبل زيارتها المرتقبة للشرق الاوسط الشهر المقبل. وقال مسؤول رفيع المستوى فضل عدم ذكر اسمه:"عندما زارتنا كوندوليزا رايس قبل اسبوعين اقترحت ان يلتقي الرئيس عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت لحل القضايا العالقة، خصوصاًَ تلك التي تتعلق بالحياة اليومية في الاراضي الفلسطينية مثل فتح معبري كارني ورفح في قطاع غزة وتسهيل حركة رجال الامن الفلسطينيين وغيرها". وأضاف:"المؤكد ان رايس آتية في غضون شهر، وهي تريد من أولمرت وعباس ان يمهدا لهذه الزيارة ببعض الاجراءات واللفتات الحسنة من كلا الجانبين، ويبدو ان الامر اثار حماسة اولمرت الذي ارسل مبعوثيه للقاء عباس وبحث امر اللقاء". وكان المبعوثان المذكوران عقدا سلسلة لقاءات مع اثنين من مساعدي الرئيس عباس هما رئيس دائرة شؤون المفاوضات الدكتور صائب عريقات ورئيس ديوان الرئاسة رفيق الحسيني لكنها لم تصل الى نتيجة بسبب اصرار عباس على ان يسبق اللقاء اتفاق على اجراءات ملموسة تُبرر اللقاء. وقال المسؤول الفلسطيني:"الرئيس عباس يصر منذ انتخاب أولمرت على انه يريد لقاءً منتجاً يشعر بعده الفلسطينيون بفرق ما في حياتهم اليومية مثل اطلاق سراح اسرى وازالة حواجز وفتح معابر وغيرها، وهو ما لا يبدو اولمرت مستعداً له". ويبدو ان اولمرت ارسل مبعوثيه الى عباس في محاولة لإقناعه شخصياً بجدوى اللقاء. واشار ذات المصدر الى ان عباس تحادث هاتفيا مع أولمرت اثناء اللقاء الا انهما لم يتفقا على تحديد موعد للقائهما. ونقلت صحيفة"هآرتس"عن مصادر اسرائيلية قولها ان عباس طلب من مساعدي اولمرت اطلاق سراح مروان البرغوثي قبل اية صفقة لتبادل اسرى مع حركة"حماس"الامر الذي رفضه اولمرت بحجة انه لا يستطيع اطلاق سراح أي فلسطيني طالما كان الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت معتقلا في غزة. غير ان الصحيفة قالت ان اولمرت ابلغ عباس ان اطلاق سراح مروان البرغوثي أمر موضع بحث في حكومته. وهذه المرة الاولى التي يقول فيها مسؤول اسرائيلي ان اطلاق البرغوثي بات ممكنا. وتتطلع حركة"فتح"الى مروان البرغوثي كقائد محتمل قادر على اعادة بناء الحركة وقيادتها بعد هزيمتها الساحقة في الانتخابات التشريعية مطلع هذا العام. وتقول مصادر في حركة"حماس"ان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل جعل اطلاق سراح البرغوثي شرطاً مسبقاً لأي صفقة تبادل اسرى مع اسرائيل.