مع تزايد الإصابات التي يتعرض لها لاعبو المنتخب الأول في معسكرهم المقام في تركيا، وعودة بعضهم إلى أرض الوطن لتكملة مراحل العلاج، بدأت مخاوف محبي"الأخضر"تصل لأعلى درجاتها من أن يحرم المنتخب من أهم لاعبيه مع انطلاق نهائيات كأس آسيا المقبلة، البطولة التي يعوّل عليها السعوديون كثيراً وينتظرون تتويج"الأخضر"بكأسها الغائبة عن خزانته سنوات طويلة. وعلى رغم تفاوت الإصابة من لاعب إلى آخر، إلا أن الغالبية العظمى منها تركزت في الإصابات العضلية، التي تحتاج للكثير من الوقت حتى تشفى تماماً وتعود إلى وضعها الطبيعي، ما يساعد اللاعب في أداء دوره في أفضل صورة وبعيداً عن مخاطر مضاعفاتها المستقبلية. ويعتبر الكثير من المحللين والنقاد أن تفشي الإصابات العضلية في أي فريق يعود لعوامل عدة، يأتي في مقدمها وجود خلل في برنامج الإعداد، وهو ما قد يكون مدرب المنتخب أخفق فيه حينما وضع برنامجه التدريبي من دون درس تفصيلي لكل لاعب على حدة، خصوصاً أن هذا الموسم شهد مشاركات عدة للكثير من اللاعبين، سواء في المنتخب الأول أم الأولمبي، إضافة إلى مشاركات الأندية على الصعيدين المحلي والخارجي. ويرى المختصون في الشؤون اللياقية أن سقوط اللاعبين في إصابات عضلية من أسبابه أيضاً تعرضهم لحمل تدريبي عال يفوق تحمل العضلة المجهدة من تحمل موسم رياضي طويل وشاق، لذلك ستكون النتيجة الطبيعية تمزقاً في العضلة نتيجة الإجهاد الشديد. ويرى بعض المدربين أن اللاعب يتحمل الجزء الأكبر في تعرضه لتمزق عضلي، حينما يتجاهل أخذ الراحة الكافية التي تضمن إراحة عضلته وعودتها للوضع الطبيعي، إضافة إلى جهله كلاعب باختيار الوجبات الغذائية التي تناسبه كرياضي محترف، وتمده بالطاقة التي يحتاجها جسمه. وإذا كان المدرب آنغوس أجرى اختباراته على لاعبيه مع انطلاق المعسكر في مدينة الرياض، واطلع بشكل دقيق ومفصل على مقدرة كل لاعب، إلا أن نوعية التدريبات التي يطبقها اللاعبون في معسكر تركيا ربما لا تناسب هذه الفترة الحساسة مع نهاية الموسم الرياضي، لذلك جاءت الإصابات المتواصلة لتعطي مؤشراً خطراً لحدوث خطأ ما يجب على الجهاز الفني تداركه قبل أن يخسر المنتخب عدداً من لاعبيه، خصوصاً أننا أوشكنا على الدخول في مرحلة المباريات الودية، التي سيبذل فيها اللاعبون مجهوداً كبيراً. وتتطلب المرحلة المقبلة أن يكون اللاعب المنضم لمعسكر المنتخب أكثر وضوحاً مع الجهازين الفني والطبي، ويكشف لهما عن أي إصابة، حتى يدخل المنتخب معترك المنافسة الآسيوية وهو في أفضل جاهزية على المستويين البدني واللياقي.