من الناحية العلمية في كرة القدم فإن أي تفشي للإصابات العضلية "التمزقات والشد العضلي" في فريق رياضي يعني أن ثمة خلل وخطأ كبيرين في البرنامج التدريبي الذي ينفذ للفريق!، وأن البرنامج يحتاج لتدقيق علمي من قبل خبراء لياقيين وفسيولوجيين، ومن قبل الأجهزة الطبية الرياضية المتخصصة. وهذا ما يجب أن نبدأ به محاسبة المدير الفني للمنتخب السعودي السيد فاندرليم لأن عذر أن اللاعبين مرهقين من جراء الموسم المنصرم قد نقبله لو كان عدد المصابين بسيطاً، أو أن البعض قد شهد مستواه الفني شيء من التذبذب، ولكن أن يكون أكثر من نصف لاعبي "الأخضر" مصابون إصابات عضلية، فبالتأكيد أن الخلل يأتي من البرنامج التدريبي. ولو حاولنا الاقتناع بمبررات المدرب وشكواه من كون اللاعبين مرهقون فإننا نتساءل: ما البرنامج الذي وضع خلال فترة الإعداد لتلافي الإرهاق؟. أما إذا كان اللاعبون مصابين أصلاً والفترة الإعدادية لا تسمح بإعادة تأهيلهم فلماذا ضموا؟ ولماذا لم يبحث عن البديل الجاهز؟. والسؤال الأكبر: هل ستتم مناقشة المدرب علمياً في ذلك؟ وهل سنستعين بخبراء في هذا المجال؟. أما شكل "الأخضر" أمام تركمانستان فلم نستطع أن نحدد معالمه، فالأسلوب واحد طوال اللقاء والتنظيم الدفاعي والهجومي سيئ، ولم يكن هناك ما يوحي بأن هذا هو المنتخب السعودي الذي نعرفه أو أن هناك جهداً فنياً مميزاً قد بذل، حيث إن اللقاء كان أشبه بلقاء إعدادي للبطولة وهو ما لم يجريه "الأخضر" خلال معسكره. وأكثر ما ميز المنتخب في اللقاء هو الاجتهادات الفردية للاعبين الذين لا يمكن أن نحملهم أدنى مسؤولية في اللقاء الافتتاحي. إن ما يحتاجه "الأخضر" قبل لقاء أوزباكستان هو محاولة تعديل بعض الأخطاء التي ظهرت وتلافيها والإعداد النفسي الجيد من الجهاز الإداري. كما أن على السيد فاندرليم أن يعلم أن عذر الإعداد لكأس العالم 2006 واعتبار ذلك المبرر الدائم لتراجع الأداء أمر غير مقبول، لأن "للأخضر" تاريخه ومكانته الآسيوية، بالإضافة للدعم الكبير الذي يلقاه من قبل مسيري الكرة السعودية، كما أن السؤال الأهم: ماذا لو لم يتأهل المنتخب لكأس العالم القادمة؟ من سيدفع حينها ثمن الأربعة أعوام الماضية؟ وهل سيكتفي الجمهور السعودي بإبعاد فاندرليم بعد أن حصل وجهازه الفني على مزايا مالية كبيرة خلال فترة إشرافه؟. لست متشائماً وقد يعود "الأخضر" للواجهة وللمنافسة وهذا بالتأكيد ما نتمناه جميعاً، ولكن أسلوب العمل غير مقنع والأداء السعودي على الرغم من تحقيق كأسي العرب وآسيا كان غير مقنع أيضاً.