يعاني اللاعب السعودي من عدم تكوين البنية العضلية المثالية، والفارق الشاسع ما بينه والمتفوقين في كرة القدم، لضعف التأسيس منذ الصغر بشكل صحيح على يد المدربين المتخصصين، والاهتمام به في جميع المراحل السنية حتى يصل للفريق الأول وهذا غير متوفر في أغلب الأندية السعودية، نتيجة السلوكيات الخاطئة، وعدم اتباع نظام غذائي خاص بلاعبي كرة القدم، فضلاً ثقافة اللاعب الصحية، والتدريبية، وعدم الاستيعاب الكامل للاحتراف الحقيقي الذي يجعله يتفوق داخل المستطيل الأخضر وبأقل الإصابات الرياضية. يقول المدرب السعودي عبداللطيف الحسيني المتخصص في اللياقة البدنية: "يوجد الفوارق الكبيرة بين البنية العضلية عند اللاعب السعودي مقارنة بلاعبي الدول المتقدمة أو اللاعبين المحترفين ذوي المستوى العالي ومن ضمنها القوة البدنية والتي لا تأتي وليدة اللحظة أو من خلال الفريق الأول بل تبدأ من الصغر في كرة القدم على يد مدربين متخصصين في كل مرحلة سنية مناسبة ونوعية التغذية التي يأخذها اللاعبين وأيضاً البيئة الاحترافية المحيطة باللاعب من خلال التدريبات أو التعليم والأجواء المهيأة لأداء التدريب وقوة المنافسة والمشاركة التي يشارك فيها اللاعبون فلذلك اللاعب يبنى من الصغر نفسياً وبدنياً وتكتيكياً وتكنيكياً حتى يصل للفريق الأول لاعباً متكاملاً يمارس كرة القدم بالشكل المثالي لذلك عندما نشاهد كريستيانو رونالدو أو غيره من اللاعبين الذين يضرب فيهم المثل في التكوين العضلي لم يصلوا لهذه المرحلة في الفريق الأول إلا لأنهم كانوا يبنون في كل مرحلة سنية إلى أن وصلوا لهذه القوة". واضاف: "اهتمام مدربي الأندية بالتدريبات العضلية ليس بالشكل المطلوب لعدم وجود أماكن التدريب المناسبة التي يستطيع فيها اللاعبين الصغار أداء التدريبات بالشكل المطلوب إذ لا توجد إمكانيات ملاعب ولا إمكانات تجهيزات بالإضافة لغياب المدرب المتخصص إلا في بعض الأندية القادرة على الاكتشافات الفسيولوجية لهؤلاء اللاعبين أو نواقصها وكيفية تطويرها إضافة لذلك عدم وجود الغذاء المناسب والمتوازن مع التدريب الذي يؤديه لأن اللاعب يتغذى في منزله بطريقة مختلفة عن إشراف النادي فلذلك حتى طريقة التدريبات قد تضره إذا لم يكن هناك الغذاء المناسب للقوة العضلية". مشددًا على وجوب اختيار اللاعب المناسب للعب كرة القدم منذ الصغر من قبل المدربين المتخصصين في ذلك وقال: "يجب ألا نركن للاختيارات العشوائية التي تحدث في الأندية الآن إذ نجد أي لاعب يراوغ حتى لو كان قصيراً أو نحيفاً ولأنه مراوغ يتم تسجيله في النادي ولكن لا يأخذون في الاعتبار الأجسام واللاعبين القادرين على الاحتكاكات وافتكاكات الكرة واللاعبين الذين ممكن يكونوا أقوياء لأن هناك عمراً زمنياً وفيه عمر بيلوجي حيث ممكن تشاهد لاعباً عمره عشر سنوات وكأن جسمه عمر 16 سنة هؤلاء اللاعبون الذين يختارون لأجل الافتكاكات ولأجل المقاومات وغيرها لأن اللاعبين في أرض الملعب ليس شرطاً أن يكونوا كلهم مهاريين أو أصحاب موهبة ولكن لا بد من وجود اللاعب الجراي ولاعب الافتكاك ولاعب الصناعة ولاعب التسجيل فغابت عندنا طريقة هذه الاختيارات الذين كان يختارهم المدربون السابقون المتخصصون سواء المدربين الأجانب أمثال بروشتش وكوبالا وغيرهم من المتخصصين والذين يعرفون كيف يختارون اللاعب المناسب للعب كرة القدم أو حتى من المدربين الوطنيين أمثال دابو وعبدالعزيز العودة وعبدالله بن سالم ومحفوظ حافظ وعبدالله غراب وحمد الدوسري الذي اكتشف ياسر القحطاني وهو من اللاعبين المتميزين بالرغم أنه ليس طويلاً إلا أنه كان متميزاً من ناحية البنية البدنية". وشدد الحسيني أن ضعف العضلات تؤثّر على مهارات اللاعب تكتيكياً وتكنيكياً، وقال: "عندما نريد أن نحسن من سرعة اللاعب يجب أن تكون عضلاته قوية وحتى نطور من رشاقته التي هي تغيير أوضاع جسمه في الأرض أو في الهواء يجب أن نقوي عضلاته ونفس الشيء في الارتقاء والتصويب بالإضافة أن قوة العضلات لها علاقة بتحمل اللاعب لدقائق المباراة العشر الأخيرة من الشوط الأول وآخر عشرين دقيقة من الشوط الثاني والأشواط الإضافية وفي كل هذه الأحوال تشيله القوة العضلية". مشيراً إلى ضرورة أن يكون اللاعب مثقفاً صحياً وتدريبياً وعنده ثقافة واسعة في الرياضة وعلى الأقل يستخدم الحد الأدنى من الممارسات الصحيحة التي تحافظ على قوته العضلية، وأضاف: "نحن كنا نمتلك لاعبين مثقفين في هذا الجانب أمثال سامي الجابر وفؤاد أنور ونواف التمياط وأحمد جميل وللأسف الشديد الفوارق البدنية عند اللاعبين السعوديين السابقين أفضل بكثير من اللاعبين الحاليين ولو رجعنا بالذاكرة للوراء لمنتخب 94 و98 كيف كانت أجسامهم وكيف هي الآن ولماذا كانت منتخباتنا تقاوم وتتفوق على منتخبات العراق وكوريا واليابان لأننا كنا نمتلك قوة بدنية هذه كلها فقدت أيضا بنوعية اختيارات المدربين بالرغم أنهم ما بدأوا بكرة القدم من الصغر ولكن كانت عندهم قوة بدنية عالية". الاستراتيجيات غائبة يقول رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي استشاري وأستاذ مشارك بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتور قاسم المعيدي: "بنية جسم الإنسان أحياناً تعتمد على البيئة التي نشأ بها والجينات وأحياناً الجينات الوراثية تؤثر على بنية جسم الإنسان لكن الذي يفرق بلاعب كرة القدم على سبيل المثال الكثير من الدول الآسيوية مثل اليابان وكوريا عملوا برامج متخصصة لتطوير البنية الجسدية للاعبين لتعويض مثلا قصر القامة وبالتالي أدخلوا اللاعبين في برامج تقوية وبرامج تأهيلية وإعدادية قوية جداً حتى تعوض القصور في القامة وصرنا نشاهد لاعبينا عندما يحتكون مع لاعب ياباني أو كوري تجد القوة الجسدية التي تعوض هذا الشيء مع الأسف نحن في بيئتنا الرياضية مقصرين في هذا الجانب ولا يوجد عندنا برامج إستراتيجية على مستوى الأندية ومعدوم فيها مستوى التأهيل الصحيح للبراعم والناشئين والشباب". وأضاف: "فوائد التدريب العضلي للاعبي كرة القدم كثيرة وهي أحد أهم البرامج الوقائية من الإصابات الرياضية عندما تكون عضلات اللاعب قوية سيكون على أتم الاستعداد لتحمل الجهد البدني العالي وعلى أتم الاستعداد لتجنب أو تحمل أي احتكاكات فتقوية العضلات عامل مهم جدًا في الوقاية من الإصابات الرياضية وأيضاً الأداء الرياضي العالي إذا تريد أداء رياضياً عالياً يجب أن يكون عندك عضلات قوية تناسب الرياضة واللعبة التي يمارسها الرياضي أيضا يكون عندك قوة عضلات تقي اللاعب من الإصابات الرياضية على سبيل المثال إصابة الرباط الصليبي أحد أسبابها ضعف عضلات الركبة التي هي عضلات الفخذ الأمامية والخلفية وأيضاً عدم وجود توازن بين العضلة الأمامية والخلفية ضعف العضلة الخلفية أو قوة العضلة الأمامية بشكل كبير كلها تؤدي إلى الإصابات مثل إصابات الرباط الصليبي فقوة العضلات مهمة جدًا للرياضي سواء في موضوع الوقاية من الإصابات وأيضاً في جانب الأداء الرياضي العالي". واستطرد المعيدي قائلاً: «هناك سلوكيات خاطئة يرتكبها الرياضي عندنا في مقدمتها التغذية الرياضية ما تجد تغذية مناسبة على سبيل المثال لاعب كرة القدم يفترض أن تكون وجبته متنوعة الكربوهيدرات تشكل 70 إلى 75 % من الوجبة حتى تعطي اللاعب طاقة مباشرة البروتينات". ومضى يقول: "فترة الصيف كثير من الأندية عندها إجازة ما يقارب الشهرين ما تجد الرياضيين عندهم برامج خاصة تحافظ على مستواهم اللياقي وعلى مستوى البنية الجسدية التي اكتسبها خلال الموسم السابق وبالتالي عندما يبدأ الموسم الرياضي يبدأ من الصفر الرياضي مع الأسف بينما نلاحظ اللاعبين في أوروبا وكثير من الدول المتقدمة نجد الرياضي يحافظ على مستواه اللياقي بحد أدنى ما ينزل عنه أبدًا وأيضاً يحافظ على حصة رياضية فيها تقوية لعضلاته بحيث أنه ما يبدأ الموسم إلا ويكون جاهز تمامًا من الجانب اللياقي والجانب البدني وأيضًا الجانب النفسي وخلوه تماماً من الإصابات التي تعرض لها في الموسم السابق. مشددًا على وجوب وجود التغذية الرياضية المناسبة للاعب كرة القدم لأن له برنامجاً غذائياً مختلفاً تماماً عن لاعبي الألعاب الأخرى كلاعب الكرة الطائرة ولاعب ألعاب القوى مثلاً بالتالي لاعب كرة القدم يجب أن يكون له برنامج غذائي مخصص له كلاعب كرة قدم وكذلك الحفاظ على برنامج إعدادي متعلق بتقوية العضلات وعمل الفحوصات اللازمة قبل الموسم الرياضي للتأكد من خلو اللاعب من أي مشاكل عضلية أو جسدية توثّر على أدائه في بداية الموسم وممكن تسبب له إصابات رياضية بسبب ضعف العضلات وضعف البنية الجسدية وعند وجود عدم اتزان وتناسق في البنية الجسدية لدى اللاعب". السهر عدو اللاعب يؤكد أستاذ واستشاري جراحة العظام والطب الرياضي الدكتور سالم الزهراني أن البنية العضلية عند اللاعب السعودي أقل من المتوقع وقال: "لاعبينا لم يؤهلوا بشكل سليم من الصغر في الأكاديميات وفي الفئات السنية من الناشئين والشباب وفوائد التدريب العضلي مهمة جدًا لحماية اللاعب من الإصابات واللياقة الجيدة حتى يكون عنده قوة تحمل بدني عالٍ وهناك سلوكيات خاطئة يرتكبها اللاعب كالسهر الذي يؤثّر على اللاعب بشكل كبير وهو العدو الأول بالإضافة لعدم مزاولة التدريبات الرياضية بالشكل المطلوب ووجوب وجود برنامج خاص يقوي عضلاته ناصحا اللاعبين أن يهتموا بالشكل المطلوب لممارسة كرة القدم لأنها لقمة عيشهم وضرورة الاهتمام بتدريبات الإطالة واللياقة والإحماء ضرورية جدا أن يعملها على طول الموسم حتى في وقت إجازاته". المعيدي: تنقصنا البرامج الإستراتيجية الزهراني: اللاعب السعودي لم يؤهل