دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بولندا الى التخلي عن اعتراضها على نظام "الغالبية المزدوجة" للاقتراع على القرارات والذي تتضمنه المسودة الحالية المقترحة للدستور الاوروبي الجديد، وذلك خلال محادثاته مع الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي ورئيس الوزراء اياروسلاف كاتشينسكي الشقيق التوأم للرئيس في وارسو اليوم. وابلغ ساركوزي صحيفة"غازيتا فيبورتشا"البولندية اخيراً انه سيحاول اقناع زعماء بولندا بأن بلادهم باتت دولة مهمة في اوروبا و"اننا نحتاج الى الحصول على موافقتها على التسوية لتبسيط المعاهدة". لكن رئيس الوزراء البولندي حذر من ان بلاده ستعترض على المسودة في القمة المقبلة للاتحاد الاوروبي التي تعقد في بروكسيل في 21 و22 الشهر الجاري. وقال اياروسلاف:"لن نوافق تحت اي ظرف على اقتراح"الغالبية المزدوجة"للاقتراع،"لانه يمنح الدول الاوروبية حقاً اكبر في اصدار القرارات الاكبر حجماً"، علماً ان الموافقة على القرارات تحتاج بحسب المسودة الى موافقة 15 دولة على الاقل، أي نسبة 55 في المئة من الدول الاعضاء. واضاف:"نشعر بأن الحل الافضل لأوروبا هو نظام الجذر التربيعي الذي يعتبر اكثر ديموقراطية كونه يعطي حق تصويت مساوٍ لجميع مواطني دول الاتحاد بصرف النظر عن حجم الدول". وأكد اياروسلاف استعداد بولندا للنظر في انظمة تصويت اخرى غير نظام"الجذر التربيعي"، آملاً بأن ينتج من القمة اعلان لبدء مؤتمر يضم حكومات دول الاتحاد يهدف الى استكمال العمل في الدستور الجديد. وفي السياق ذاته، ندد المستشار النمسوي ألفريد جوزينباور بنية بولندا عرقلة الجهود الالمانية لتحريك عملية الدستور الاوروبي الموحد خلال القمة المقبلة. وقال جوزينباور لصحيفة"زود دويتشه تسايتونغ"إن محادثاته مع القيادة البولندية في وارسو قبل يومين خلفت لديه انطباعاً بأن بولندا لن تسمح لألمانيا بإنجاح جهود تحريك عملية الدستور الموحد، خصوصاً بعد الانتقادات العنيفة من وارسو الى الرئاسة الالمانية الحالية للاتحاد. وأبدى المستشار اعتقاده بأن طريقة تعامل بولندا مع عملية إحياء الدستور الموحد ستصبح أكثر مرونة بعد انتهاء فترة الرئاسة الالمانية الدورية للاتحاد الاوروبي. وأشار جوزينباور إلى أن نسبة 65 في المئة من البولنديين يوافقون على التصديق على الدستور الاوروبي الجديد،"ما يجعل خضوع هذا الشعب ذي التوجه الاوروبي لحكومة مشككة بأوروبا غير منطقي". وأوضح المستشار أنه حذر"الاخوين كاتشينسكي"من مغبة تأجيل عملية الاصلاح الاوروبية، سواء على صعيد الدستور أو الموازنة إلى السنة المقبلة. وجاءت زيارة المستشار النمسوي إلى وارسو بطلب من المستشارة الالمانية أنغلا مركل التي ستلتقي الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي غداً في محاولة للحيلولة دون استخدام بولندا حق النقض الفيتو لمنع عملية إحياء الدستور خلال القمة. وناشدت مركل قادة دول الاتحاد الاوروبي العمل على وضع خطة زمنية للدستور الجديد، وقالت في كلمة امام البرلمان الالماني:"في حال عدم النجاح فلن يؤدي ذلك إلى هلاك أوروبا فقط بل سيقود إلى عواقب خطرة". وأضافت:"نعتزم إصدار خطة زمنية الاسبوع المقبل، بعد سنتين من استراحة التفكير وستة شهور من المحادثات المكثفة. وأقول إن لدينا فرصة". وفيما يتعلق بموقف بولندا، شددت مركل على انه يجب الحديث عن الاختلافات ب"صراحة وانفتاح"، مشيرة الى تخوف بعض الدول الاعضاء من وجود"دولة أوروبية كبيرة لا تضم في المستقبل رموزاُ موحدة أو عناصر الدولة الاخرى المتعارف عليها". بدوره، حذر رئيس البرلمان الالماني نوربرت لامرت بولندا من الوقوف كحجر عثرة أمام المفاوضات المزمعة في شأن الدستور الاوروبي الموحد، لكنه أكد عدم تشكيكه في النيات الطيبة لوارسو. وقال لامرت للقناة الاولى في التلفزيون الالماني"إي أر دي":"لا اعتقد بأن أي دولة أخرى في الاتحاد الاوروبي تملك نية اثارة تساؤلات في المفاوضات"، مؤكداً أنه في حال عدم توصل الى اتفاق سيؤدي إلى وجود"أوروبا ذات سرعتين"، ويعرقل توسيع الاتحاد الاوروبي عبر ضمه أعضاءً جدداً".