حض مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي طهران على إعلان تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم، فيما قال المندوب الأميركي لدى الوكالة غريغوري شولته ان رفض إيران الإبلاغ مسبقاً عن نشاطاتها النووية، يثير القلق من احتمال قيامها بنشاط نووي"سري". وحض شولته ومندوبون أوروبيون الوكالة على تحرك أكثر صرامة ضد إيران، ما يعزز احتمال فرض عقوبات جديدة عليها. وقال البرادعي في اختتام اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة:"من المستحسن ان تتوقف إيران الآن عن تصنيع مزيد من أجهزة الطرد المركزي ونصبها، ستكون هذه خطوة أولى نحو تعليق تخصيب اليورانيوم أو تجميده من اجل السلام". ولاحظ ان إيران لا تزال توسع نشاطات تخصيب اليورانيوم، متحدية قرارات مجلس الأمن. وأظهر تقرير نشره البرادعي أخيراً ان إيران تشغل 1500 جهاز للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. وقال شولته ان إيران تسعى بوضوح إلى امتلاك تقنيات تخصيب اليورانيوم الذي يستخدم بحسب مستوى التخصيب لإنتاج الوقود للمفاعلات النووية المدنية او لتطوير أسلحة نووية. ورداً على عقوبات الأممالمتحدة، ترفض إيران احترام اتفاق الضمانات الذي يفرض عليها"التبليغ مسبقاً عن اي قرار ببناء منشأة نووية جديدة او تعديل المنشآت الحالية". وأوضح شولته ان إيران مع امتلاكها تقنيات التخصيب"ستكون أمام خيارين: اما ان تطور قدرات سرية في مواقع أخرى وإما ان تطور قدرات على نطاق واسع في منشأة التخصيب في ناتانز وتطرد المفتشين التابعين للأمم المتحدة، لتخصب اليورانيوم ذاته بمستويات أعلى"تمكنها من صنع أسلحة نووية. واعتبر ان"السيناريو"الأول يشكل مصدر قلق مشروع، ذلك ان إيران ترفض التبليغ المسبق، وهو بند ملحق باتفاق الضمانات المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة النووية. وتساءل:"ما هي الرسالة التي يوجهها الإيرانيون لنا؟ هل يحاولون ان يقولوا انهم ينوون إقامة منشآت نووية جديدة سراً وعدم تبليغ الوكالة الا في اللحظة الأخيرة؟". لكن شولته لم يستبعد ان تكون عقوبات الأممالمتحدة بدأت تثمر"لأن الإيرانيين يسعون الى شق صفوف المجتمع الدولي، ما يعني انهم يشعرون بضغط سياسي داخلي ويجدون أنفسهم معزولين خارجياً، فيما المجتمع الدولي اكثر توحداً وقلقاً حيال برنامجهم النووي". في المقابل، أعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية انه"فات الأوان لتنظر إيران في تعليق تقنية تخصيب اليورانيوم التي باتت تملكها". وقال على هامش اجتماع الوكالة ان"لا أساس قانونياً للمطالبة بتعليق التخصيب التي فقدت أيضاً قيمتها السياسية باعتبار ان لا مجال لتبريرها". وهدد بتقليص تعاون بلاده مع وكالة الطاقة في حال أقر مجلس الأمن عقوبات إضافية. وقال:"كل فعل سيقابل برد فعل". ورأى المندوب الألماني لدى الوكالة بيتر غوتفالد ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ان مواصلة إيران التخصيب ورفضها التعاون بشكل كامل مع مفتشي الوكالة، سيؤديان الى"إجراءات إضافية مناسبة"في إطار مجلس الأمن. وأضاف غوتفالد ان"الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه للعملية الجارية في مجلس الأمن"والتي ستؤدي الى عقوبات إضافية"في حال واصلت إيران تجاهل"القرارات الدولية. لكنه أشار الى ان باب التفاوض مع طهران لا يزال مفتوحاً، في حال احترمت قرارات مجلس الأمن، مؤكداً ان الاتحاد الأوروبي يدعم مواصلة المحادثات بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني.