واصل الرئيس الأميركي جورج بوش مساعيه لاحتواء انعكاسات تقرير الاستخبارات الأميركية الذي أكد ان إيران أوقفت منذ العام 2003 محاولاتها لتطوير سلاح نووي. وفي مواجهة تحفظ روسي - صيني عن المضي في درس تشديد العقوبات على طهران، أبدى بوش ثقته بأن"الترويكا الأوروبية"بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا، ما زالت تعتبر البرنامج النووي الإيراني"مشكلة"تتطلب ممارسة ضغوط على طهران. وطالب بوش إيران ب"تقديم مزيد من التوضيحات في شأن تطلعاتها النووية وممارساتها السابقة"، مشيراً الى ان التقرير أثار تساؤلات عن امتلاكها برنامجاً سرياً لإنتاج الأسلحة النووية قبل خريف 2003. راجع ص 8 وفيما دعا الرئيس فلاديمير بوتين، خلال لقائه كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي،"مجددا القيادة الايرانية باصرار الى التعاطي بجدية مع مطالب"الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن الدولي"الداعية الى تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم"، اعلن الرئيس محمود احمدي اعلن ان بلاده تحتاج الى 50 الف جهاز طرد مركزي اضافي لتخصيب اليورانيوم في اطار برنامج ايران النووي، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية. واكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الاخير، ان ايران بلغت هدفها على المدى المتوسط، وهو وضع ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي في موقع تخصيب اليورانيوم في ناتنز وسط البلاد. ورأى بوش ان"على الإيرانيين اتخاذ خيار استراتيجي: اما ان يوضحوا موقفهم أمام المجتمع الدولي في ما يتعلق بنطاق نشاطاتهم النووية ويقبلوا بالكامل، العرض الحوافز المقدم لهم منذ فترة في مقابل تعليقهم برنامج تخصيب اليورانيوم والحضور الى الطاولة للتفاوض، وإما أن يستمروا على طريق العزلة التي لا تخدم مصلحة شعبهم". وشددت موسكو وبكين أمس، على وجوب أخذ تقرير الاستخبارات الأميركية في الاعتبار خلال النقاشات المقبلة في مجلس الأمن المتعلقة بتشديد العقوبات على طهران، في حين رأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ان التقرير يتيح"فرصة"لإيران لتسوية الأزمة بعد"تبرئتها نوعاً ما من تهمة العمل على برنامج للتسلح النووي خلال السنوات القليلة الماضية على الأقل". أما نجاد فاعتبر ان تقرير الاستخبارات الأميركية انتصار لبلاده يوفر لها حافزاً إضافياً لمواصلة نشاطاتها النووية، في حين تكهنت صحيفة"اعتماد"الإيرانية بأن التقرير يمهد ل"صفقة كبرى" بين واشنطنوطهران. في المقابل، تعهدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مواصلة الضغط"الديبلوماسي"، من خلال تشديد العقوبات في مجلس الأمن. وقالت ان الولاياتالمتحدة والقوى الخمس الأخرى المعنية بالملف الإيراني، ستواصل الضغط الديبلوماسي على إيران لمنعها من حيازة السلاح النووي. في الوقت ذاته، دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الى فرض عقوبات"اكثر فعالية"على إيران لمنعها من امتلاك هذا السلاح. وقالت خلال زيارتها سلوفينيا ان"العالم لا يستطيع ان يسمح بإيران مسلحة نووياً، فذلك يشكل بوضوح تهديداً للمنطقة". في موسكو، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف ان بلاده"ستقوّم الاقتراحات الخاصة بإصدار قرار جديد ضد طهران في مجلس الأمن على أساس عناصر، منها نشر بيانات في الولاياتالمتحدة تظهر ان إيران لا تملك برنامجاً نووياً عسكرياً". وشدد على ان روسيا"لا تملك معلومات عن وجود مشروع من هذا النوع قبل 2003". كما أكد المندوب الصيني لدى الأممالمتحدة وانغ غوانغيا ضرورة مراجعة الاتفاق المبدئي الذي توصلت إليه الدول الست الكبرى في باريس السبت، في ضوء تقرير الاستخبارات الأميركية. وقال:"اعتقد بأن على أعضاء مجلس الأمن ان يدرسوا ذلك، إذ تغيرت الأمور". ورأى وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي ان على إيران ووكالة الطاقة ان تكثفا محادثاتهما للخروج من المأزق. وتابع في مداخلة في معهد"تشاتام هاوس البريطاني للبحوث"أمس، ان الصين"تأمل بأن تستمر إيران في الحوار مع ممثل الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا للعمل معاً من أجل الإفساح في المجال أمام استئناف المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وإيران".