جدد سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني التحذير من أن اعتماد قرار ضد البرنامج النووي لبلاده في مجلس الأمن، يعني انتهاء المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى. وكان مجلس الأمن تبنى في تموزيوليو الماضي، قراراً يطالب إيران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم قبل 31 آب أغسطس، تحت طائلة فرض عقوبات عليها. ورفضت طهران تعليق البرنامج وأقامت سلسلة جديدة من أجهزة الطرد المركزي تهدف إلى التخصيب على رغم هذه التهديدات. في غضون ذلك، اعتبر المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولته أن أمام إيران طريقين لا ثالث لهما: إما الاستمرار في مسارها الحالي لتواجه العقوبات، أو أن تتعاون مع قرار سابق لمجلس الأمن يطلب منها وقف تخصيب اليورانيوم. وجاء ذلك في مستهل جولة خليجية للديبلوماسي الأميركي. وفي مواقف تعبر عن قلق إيران من هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية، توعد الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، ب"رد عسكري قاس وساحق"على الدولة العبرية. من جهة أخرى، حذر نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أفراييم سنيه من خطورة الخيار العسكري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، يجب أن يكون الحل الأخير. ورداً على سؤال عن احتمال تصعيد عسكري مع إيران، قال سنيه للإذاعة الإسرائيلية إن"الخيار العسكري يجب أن يعتبر حلاً أخيراً لأن نتائجه ستكون خطرة". وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت"سيسعى خلال زيارته للولايات المتحدة إلى حض المجتمع الدولي على القيام بما يترتب عليه حيال إيران التي تسير قدماً في إنجاز برنامجها النووي". واعتبر مراقبون في إسرائيل تصعيد نبرة التهديدات لإيران،"رسالة إلى الآذان الدولية وتحديداً الأميركية"، اكثر من كونها تهديداً حقيقياً بضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، ألا أن بعضهم حذر من أن تقود"التصريحات العنترية"المتبادلة بين تل أبيب وطهران إلى مواجهة عسكرية لا تريدها إسرائيل في واقع الأمر. تصعيد إيراني في طهران، قال لاريجاني المكلف الملف النووي لبلاده لدى عودته من موسكو حيث أجرى محادثات حول الأزمة مع المسؤولين الروس، إن"اعتماد أي قرار يعني تغييراً في الاتجاه ونهاية لطريق المفاوضات". ولم تتمكن القوى الست الكبرى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا حتى الآن من التوصل إلى اتفاق على مشروع قرار قدمته الدول الأوروبية إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية وتجارية على إيران. وستلتقي هذه الدول مجدداً اليوم الاثنين في محاولة للاتفاق على نص قرار. واعتبرت روسيا مدعومة من الصين أن مشروع القرار الأوروبي متشدد وطلبت إدخال تعديلات عليه في حين أن الولاياتالمتحدة تريد تشديده. إلى ذلك، بث التلفزيون الإيراني فيلم فيديو مدته دقيقة واحدة لحاملة طائرات أميركية في مياه الخليج التقطته كاميرا مثبتة في طائرة استطلاع إيرانية من دون طيار . شولته وفي مستهل جولة خليجية له، زار المندوب الأميركي لدى وكالة الطاقة ، الدوحة حيث التقى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود ومسؤولين آخرين. وقال رداً على سؤال ل"الحياة"إن أمام إيران طريقين لا ثالث لهما، فإما الاستمرار في مسارها الحالي لتواجه العقوبات، أو أن تتعاون مع مجلس الأمن. وبدا واضحاً أن أميركا تعول على دور قطري في إبلاغ إيران بمخاطر الاستمرار في توجهها الحالي المتمسك ببرنامجها النووي. وقال شولته إن" لقطر العضو في مجلس الأمن ودول أخرى، دوراً مهماً في إبلاغ إيران بأن برنامجها النووي غير مقبول دولياً وأن هناك باباً آخر مفتوحاً أمامها". وفيما دعا شولتي إيران إلى الاستجابة للرسائل التي تتلقاها من قطر ودول أخرى، رأى أنه كلما كانت استجابة طهران قابلة للنجاح كلما كان هناك إمكان للتوصل إلى حل ديبلوماسي لأزمة الملف النووي الإيراني. ورداً على سؤال ل"الحياة"وصف شولته الموقف الإيراني بأنه"متشدد". وقال:"لا توجد إشارة إيرانية إلى وجود نية للالتزام بالتعهدات الدولية". وحذر من"سلوك إيراني متوقع في حال إنتاج سلاح نووي ، وتساءل كيف ستتعامل إيران بعد حصولها على السلاح النووي؟، لافتاً إلى قلق دول المنطقة والعالم من إمكان حصول طهران على سلاح نووي. وأضاف أن"ما يقلقنا الآن هو أن إيران دولة تعارض العملية السلمية بين إسرائيل والعرب، وتدعم الإرهاب، كما تثير المشاكل وعدم الاستقرار في الدول المجاورة وتحض على العنف". واعتبر أن"الأمر الإيجابي، هو أن إيران لا تريد أن تصل إلى ما وصلت إليه كوريا الشمالية من عزلة". وثائق سرية وكشف المسؤول الأميركي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حصلت على وثيقة إيرانية حول مراسلات بين الحكومة الإيرانية وعملاء لها السوق السوداء الدولية في شأن تخصيب اليورانيوم ، مشيراً إلى أن طهران لم تقدم تفسيراً للوثيقة ورفضت تسليم نسخة منها، بل أتلفت الملاحظات التي كتبها أحد المفتشين الدوليين. وقال شولته إن"المفاعل النووي الوحيد تحت البناء هو مفاعل بوشهر أما البرامج الأخرى التي تتحدث عنها إيران فهي غير موجودة إلا في خيالهم الخصب".