سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتكاسة لمحاولات الانفتاح الأوروبية ولمبادرة "التعليق المتزامن للتخصيب والعقوبات" . لاريجاني يلغي محادثاته مع البرادعي وسولانا ووكالة الطاقة تعلق نصف مشاريعها في طهران
ألغي اجتماع حاسم تقرر على عجل بين سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي للبحث في تفاصيل مبادرة الأخير لحل الأزمة النووية لإيران والتي تقضي ب"تعليق متزامن للتخصيب والعقوبات"التي فرضها مجلس الأمن على طهران. وتزامن ذلك مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عزمها على تعليق نصف مشاريعها لمساعدة طهران تقنياً راجع ص 8. وفوجىء المراقبون في فيينا وميونيخ حيث كان مقرراً أن يشارك لاريجاني في مؤتمر السياسة الأمنية العالمي، بإعلان طهران إلغاء الجولة الأوروبية للمسؤول الإيراني"بسبب وعكة صحية ألمت به". وبدد ذلك تفاؤلاً ساد بضع ساعات بعد الإعلان صباحاً عن عزم لاريجاني المكلف الملف النووي لبلاده، التوقف في فيينا في طريقه إلى ميونيخ، للقاء البرادعي. وأبدت مصادر ديبلوماسية في مقر الوكالة في فيينا"خيبة أمل"من إلغاء الزيارة، معتبرة أن طهران فوتت عليها فرصة قد تكون الأخيرة للخروج من الأزمة"بأقل قدر من الخسائر"، خصوصاً بعد أنباء عن انفتاح أوروبي على إجراء محادثات مع الجانب الإيراني على هامش مؤتمر ميونيخ. وكان مقرراً أن يلتقي لاريجاني في ميونيخ الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وربط أحد المصادر الديبلوماسية بين"قرار إلغاء الزيارة وإصدار لجنة المساعدة التقنية التابعة للوكالة تقريراً أمس، يفند سلسلة مشاريعها في طهران، تمهيداً لإعادة النظر فيها خلال الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة مطلع الشهر المقبل. ويتوقع أن تعمد الوكالة إلى تجميد العون الذي تقدمه إلى طهران في بناء مفاعلات تثار حولها علامات استفهام حول طبيعة النشاطات النووية فيها. وأشار الديبلوماسي إلى أن التقرير المذكور اعد ليتماشى مع قرار مجلس الأمن الرقم 1737، وقال إن تقريراً آخر سيصدر في وقت لاحق من الشهر الجاري، سيحدد طبيعة الخطوة المقبلة لمجلس الأمن إزاء طهران. وأعلن تقرير البرادعي عن عزم الوكالة على تعليق نصف مشاريعها القائمة حالياً مع طهران، بعدما قدم تقويماً للتعاون الفني والمساعدات التقنية التي تقدمها الوكالة لإيران. وأوصى التقرير بإيقاف المساعدة لنحو ثلاثة مشاريع محلية وأربعة أخرى تشارك فيها إيران دولياً. كما نص التقرير على تجميد كل أنواع الدعم التقني المقدمة لإيران من أجل بناء مشاريع نووية. واعتبر مسؤول في الوكالة أن الولاياتالمتحدة سترحب بأي خطوة فيها تشدد مع إيران، مؤكداً أن الحد من المساعدات المقدمة لطهران ستصوره واشنطن على أنه دعم لموقفها. وعزا المسؤول في الوكالة في حديث الى"الحياة"، عدم مشاركة طهران في مؤتمر ميونيخ بوجود"تردد داخل القيادة الإيرانية إزاء قبول مبادرة ألمانية مبنية على اقتراح البرادعي". وكان البرادعي تحدث في مقابلة مع صحيفة"دير شبيغل"الألمانية عن فرصة للحوار ولإيجاد أرضية مشتركة للخروج بحل ديبلوماسي للأزمة، وحض الولاياتالمتحدةوطهران على الاستفادة من فرصة لقاء ميونيخ. ورأى البرادعي أن اقتراحه تعليق التخصيب والعقوبات فترة ثلاثة أشهر، يتيح التوصل إلى حل شامل للأزمة، إلا أن المندوب الأميركي لدى الوكالة غريغوري شولته قال في كلمة له أمام أعضاء الجمعية القومية الألمانية المتحدة في ميونيخ، إن الدول الأوروبية"قادرة على ممارسة مزيد من الضغط سياسياً واقتصادياً على طهران". وكان ديبلوماسي من"دولة رئيسة"في الاتحاد الأوروبي، قال إن من الممكن طرح صيغة في محادثات على هامش مؤتمر ميونيخ، تشمل وقفاً متبادلاً للتخصيب والعقوبات على المدى القصير.