سقط شهيد من الجيش اللبناني وأصيب ثلاثة جنود آخرين بجروح طفيفة، في عمليات قنص نفذها عناصر"فتح الإسلام"من مخيم نهر البارد، بينما تحدثت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية، عن سيطرة الجيش على مواقع أساسية للتنظيم داخل المخيم وتكبيده خسائر كبيرة في الأرواح بين قتلى وجرحى. وسقط الشهيد من الجيش قبل ظهر أمس برصاص قنص من المخيم، بينما جرح الجنود الثلاثة بإصابات طفيفة في اشتباكات ليلية. ونعت قيادة الجيش، المعاون الشهيد حاتم علي الحاتم مواليد 14-10-1971، التبانة طرابلس"الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه العسكري في مهمة الحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة الشمال". وتراوحت الحال أمس بين هدوء حذر واشتباكات، بينما أدخل الجيش اللبناني للمرة الأولى سلاح الجو في المعركة، إذ شوهدت مروحية من طراز"غازيل"تحلق فوق المنطقة المحيطة بالمخيم، محملةً بالصواريخ. وكانت وتيرة القصف المدفعي، تصاعدت مع ساعات الفجر الأولى وصولاً إلى الصباح، وشمل القصف محاور المواجهات كافة، خصوصاً مداخل المخيم الثلاثة، وركز الجيش هجومه في اتجاه مواقع جديدة على محور المحمرة كان يسيطر عليها تنظيم"فتح الإسلام"، حيث دارت مواجهات عنيفة تمكن الجيش خلالها من الاستيلاء على المواقع محققاً تقدماً ملحوظاً، إذ سيطر على عدد من الأبنية على المدخل الشرقي للمخيم، وأحكم السيطرة على مواقع حساسة وأساسية ل"فتح الإسلام"داخل المخيم. وكذلك اندلعت اشتباكات عنيفة ليل أول من أمس في محيط المخيم إثر اطلاق عناصر"فتح الإسلام"النار في اتجاه مواقع الجيش. كما حاولوا التسلل في اتجاه موقع المحمرة. ورد الجيش بقصف مركز مستهدفاً المواقع الرئيسية والتحصينات العسكرية، لا سيما مواقع الخان ومركز صامد والتعاونية. وانعكست الاشتباكات على حركة العبور على الطريق المحاذية للمخيم، فكانت خفيفة بين عكار وبقية المناطق الشمالية. توقيف عنصر من"حماس" الى ذلك، قالت مصادر أمنية ل"الحياة"أن القوى الأمنية اللبنانية ألقت القبض على عنصر من"حماس"كان متوجهاً بحراً الى مخيم نهر البارد آتياً من صيدا. وأوضحت المصادر أن الموقوف أفاد انه كان متوجهاً الى المخيم لزيارة والدته. ونفى علاقته ب"فتح الإسلام"، لكنه حول الى فرع المعلومات للتوسع في التحقيق. وعلى الصعيد القضائي، أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول مذكرات توقيف وجاهية في حق 10 موقوفين من"فتح الاسلام"، واستمهلوا لتوكيل محامين، على أن يباشر استجوابهم مع 10 آخرين اليوم. حل معقد وطابور خامس وفي إطار المساعي السياسية المستمرة، ترأس ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي أمس اجتماعاً مع فصائل منظمة التحرير في الشمال في مقر حركة"فتح"في مخيم البداوي، وتركز البحث على التطورات المتعلقة بمخيم نهر البارد وقضية حركة"فتح الإسلام"وأوضاع النازحين. ثم عقد زكي مؤتمراً صحافياً قال فيه:"إن نكبة جديدة حلت بنا من دون ان يكون لنا دور في هذه الفاجعة، والمؤلم ان هذه المصيبة تأتي ممن يحمل اسم فتح وفلسطين والاسلام معاً". وأشار الى"أن منظمة التحرير وكل الفصائل الفلسطينية تبرأت من هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا، وقلنا منذ اليوم الأول ان ما حصل هو اعتداء علينا وعلى لبنان، فلماذا ندفع نحن الثمن؟". وأبدى"الحرص على عدم قصف الجيش للتجمعات السكنية داخل مخيم نهر البارد، وان الجيش أبدى كل تجاوب في هذا الاطار، ووافق على ارساء هدنة، وليس وقفاً لاطلاق النار". وأكد زكي"عدم قدرة الفلسطينيين على تحمل وقوفهم شهوداً على مخيم يذبح، وهناك إما طابور خامس في نهر البارد يوتر الأجواء، وإما ان هذه الجماعة تعيش على الدم". وشدد على أن"السؤال المركزي هو متى يحدد يوم العودة الى البارد؟ وهي عودة مربوطة بالتعويض، وقد أخذنا عهداً من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، أمام السفراء العرب، أن تكون العودة الى المخيم مهمته الأولى، وكذلك إعماره". وأوضح"أننا ناقشنا أموراً كثيرة مع الاخوة اللبنانيين، ولم أجد باباً موصداً، وقد أكد لي وزير الدفاع الياس المر انه قال لقيادة الجيش انه لا يقبل ان يصاب مدني بريء واحد". وقال زكي:"إنني مع اي حل يتم التوصل اليه لاخراجهم، لكنني أقول لو انه يوجد واحد في المليون من أمل في ان يستقبلهم أحد فأنا أول من سيوافق، إن هذه بضاعة غير قابلة للتصدير، ولا دولة في العالم تقبلهم". واضاف:"ليس أمامهم الا تسليم أنفسهم، وأنا جاهز لأجلب لهم محامين من كل العالم، وأعمل من الموضوع قضية كبرى، لمعالجتها وفق القانون وليس وفق العنف والبطش، فإن استجابوا فأبناؤهم وعائلاتهم أمانة في أعناقنا، ولكن يجب أولاً مثولهم أمام القضاء". وأكد زكي ان"حل المشكلة صعب ومعقد، وان القرار فيها للدولة اللبنانية وليس لنا، فلسنا دولة داخل الدولة، والمطلوب اليوم هو التشديد على تحريم الاصطدام بالجيش اللبناني، فنحن لن نخوض هذه المعركة تحت أي ظرف، فالجيش هو رمز وحدة لبنان، ولن نكون بندقية للايجار". وعقدت القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال اجتماعها الدوري في مقر"حزب الله"في حضور ممثلي الفصائل الفلسطينية في مخيمي البداوي والبارد. وأكد الجانبان"أن شهداء الجيش الوطني الصامد والمدنيين من الفلسطينيين واللبنانيين هم شهداء لبنان والقضية الفلسطينية"، مشددين على"ضرورة إقامة أفضل العلاقات بين الشعبين اللبناني والفلسطيني". وأكد الجانبان"إدانتهما الجريمة التي ارتكبتها"فتح الإسلام"التي لا تمت إلى النسيج الوطني اللبناني والفلسطيني". اجتماع علمائي لبناني - فلسطيني وفي صيدا عقد في"قاعة الرئيس رفيق الحريري"في"دار الأوقاف الإسلامية"لقاء علمائي شارك فيه أكثر من 60 رجل دين من منطقة صيدا والمخيمات الفلسطينية، بدعوة من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، وتقدمهم القاضي الشرعي الذي قال بعد اللقاء:"إن"فتح الإسلام"التي قال عنها الفلسطينيون انها ليست من نسيج المجتمع الفلسطيني، لا بد أن تعود من حيث أتت، ولا بد أن يأخذ المجرم عقابه". وعلى الصعيد الانساني، جال وفد من حركة"حماس"على النازحين المقيمين في مخيم البداوي، اضافة الى متابعة الاتصالات الجارية حول أزمة نهر البارد. وتفقد الوفد اماكن توزيع المساعدات، وجال على المستوصفات، والتقى الاهالي النازحين المقيمين في عدد من مدارس المخيم، مطلعاً على حاجاتهم ومطلبهم الاساسي"العودة السريعة الى مخيم نهر البارد ووقف اطلاق النار". وفي الاطار نفسه، أعلنت السفارة الهنغارية في لبنان وصول فريق طبي هنغاري الى بيروت لمساعدة الفلسطينيين النازحين من مخيم نهر البارد والوقوف على حاجاتهم لطلب المزيد من المساعدات من هنغاريا. وأشارت إلى أن الفريق يتألف من طبيبين وممرضين وسيقدم المساعدات أيضاً إلى مستشفيات طرابلس.