ساد هدوء حذر أمس محيط مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان عقب اشتباكات عنيفة استمرت طوال الليل بين الجيش اللبناني وعناصر "فتح الاسلام" على مختلف محاور المخيم ومحيطه، استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، اضافة الى رصاص القنص. وأدت الاشتباكات الليلية الى توقف حركة السير تماماً على الطريق الدولية، التي تصل منطقة عكار ببقية المناطق الشمالية، الا انها ما لبثت ان عادت طبيعية صباحاً. وعلق تنظيم"فتح الاسلام"على إمداد السلاح الذي تلقاه الجيش اللبناني من الولاياتالمتحدة الأميركية وفقاً لاتفاق عقد بين الحكومتين اللبنانية والاميركية، قبل فترة من اندلاع الاشتباكات وقال في بيان تلاه الناطق باسمه ابو سالم طه إن"الإمدادات العسكرية الأميركية تتضمن غاز الأعصاب وقنابل عنقودية". وأضاف التنظيم:"إذا استخدم الجيش اللبناني أسلحة غير تقليدية فان الجماعة سترد بهجمات غير تقليدية في كل مكان". وفيما استمر الغموض يلف احتمالات تطور الأوضاع وأفق انتهاء الأزمة، قال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي أن أحداً"لم يتحدث مع الفصائل الفلسطينية عن مهلة لمخيم نهر البارد وهي ليست شريكة في غرفة عمليات كما لم يتحدث أصحاب القرار في لبنان عن خطوة ثانية وثالثة وأوضح زكي"ان أصحاب القرار في لبنان لم يكلفونا أي واجب"، منتقداً اللوم الذي يطاول الفصائل الفلسطينية لجهة التقصير. وسجلت أمس حركة نزوح خفيفة من المخيم قياساً الى الأيام الماضية، وعملت سيارات الصليب الاحمر اللبناني والهلال الاحمر الفلسطيني على نقل عدد من النساء والاطفال والمعوقين والمعمرين الى مستشفيات المنطقة في الوقت الذي يتواصل مد سكان المخيم بالمساعدات الغذائية والمياه. وفي مخيم البداوي الذي لجأ إليه معظم الفارين من سكان مخيم نهر البارد، جالت المفوضة العامة لپ"أونروا"في لبنان كارين أبو زيد، متفقدة أحوال اللاجئين، كما عقدت اجتماعاً مع المسؤولين عن مركز"الأونروا"في المخيم. واستمر وصول قوافل المساعدات الى مخيم البداوي، من المؤسسات المحلية والدولية. ووصلت أمس قافلة تابعة لجمعية الحملة المدنية للاغاثة"اد ليبانون"، محملة بحليب للأطفال وفرش وحرامات وخيم، إضافة الى شاحنة عبارة عن"فلتر"منقي لمياه الشفة. كما وزعت رابطة كاريتاس- لبنان، بناء على توجيهات رئيسها الاب لويس سماحة، مساعدات غذائية وحصصاً تموينية على النازحين من مخيم البارد الى مخيم البداوي. من جهتها وضعت الجمعية الطبية الاسلامية في لبنان خمس سيارات اسعاف مجهزة تجهيزاً كاملاً في خدمة ابناء مخيمات الشمال. كذلك قدمت جمعية الفرسان الخيرية ثلاث شاحنات محملة بالمواد الغذائية والمعلبات وصلت الى مدرسة الانروا، وهي المرحلة الاولى من المساعدات التي تقدمها جمعية الفرسان الخيرية. إحصاءات عن النازحين وبلغ عدد النازحين من مخيم نهر البارد الى مخيم البداوي والمناطق المحيطة به، بحسب منظمة"أنروا"وحركة"فتح"، نحو 11 ألف نازح وزعوا على النحو الآتي: - 1500 نازح داخل مخيم البداوي، وزعوا على المراكز الأربعة التابعة ل"أنروا"والمنازل الشاغرة. - 4500 نازح أقاموا في مدارس وادي النحلة وفي المنازل الشاغرة. - 2500 نازح في المنازل وعند أصدقاء في المنية وبحنين ودير عمار. - 1500 نازح في منازل في مدينة طرابلس والميناء. - 700 نازح في منازل في عكار. - 100 نازح في الضنية. - 200 نازح توزعوا على قرى ومنازل في الشمال. انفجار قنبلة يدوية في برج الشمالي دوى انفجار في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صور الجنوبية، تبين لاحقاً أنه ناجم عن انفجار قنبلة يدوية، ألقاها مجهول في شارع الهلال في المخيم. ولم يسفر عن أي إصابات أو أضرار.