كشف وزير الخارجية التركي عبدالله غل تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي اجراه مع نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس الجمعة الماضي وقال انه رد على الوزيرة التي قدمت له العزاء في ضحايا انفجار انقرة بأن التعزية يجب أن تكون من خلال دعم التعاون بين البلدين في مكافحة الارهاب. وقال غل للصحافيين ردا على سؤال عما اذا كان بحث مع رايس في احتمال شن عملية عسكرية تركية في شمال العراق، ان تركيا لن تستأذن أحداً اذا قررت دخول شمال العراق. ويتزامن ذلك مع تردد معلومات تفيد بأن واشنطن أعطت الضوء الاخضر لانقرة من أجل عملية واحدة محدودة في شمال العراق تعتمد بشكل أساسي على قصف مدفعي وجوي. وقالت مصادر ان وفد وزارة الخارجية التركية الذي يجري محادثات حاليا في بغداد سيناقش مع المسؤولين العراقيين هذا الاحتمال ويقدم لهم براهين على"قانونية"توغل الجيش التركي كيلومترات عدة في شمال العراق استنادا الى قوانين الاممالمتحدة. في المقابل اثارت تصريحات مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني العراقي سفين دزاعي التي أدلى بها للاعلام الكردي في شمال العراق، استياء في الاوساط التركية التي اعتبرتها تحديا لقدرات تركيا العسكرية. وقال دزاعي انه يستبعد دخول الجيش التركي شمال العراق من اجل السيطرة على كركوك لأن جميع الاكراد سيكونون له بالمرصاد، من دون ان توضح وسائل الاعلام التركية التي نقلت تصريحه العلاقة بين احتمال دخول الجيش التركي الى كركوك وما يجري الحديث عنه من دخول محدود الى شمال العراق بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذين يتمركزون بعيدا عن كركوك. في هذا الاطار طالب حزب الشعب الجمهوري المعارض الحكومة التركية بأخذ موقف حازم من اكراد العراق لوقف ما اسماه سيل تصريحاتهم المتحدية والمستفزة، وقال النائب هالوق كوتش ان على الحكومة التركية الحالية ان تعيد ما فعلته حكومة بولنت اجويت عام 1999 مع سوريا حين هددتها بالحرب ان لم تطرد زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان من دمشق. إلى ذلك رويترز، دعا العراقتركيا الى استخدام الطرق الديبلوماسية لمنع الاكراد الانفصاليين من العمل انطلاقاً من شمال العراق. وقال برهم صالح، نائب رئيس الوزراء العراقي للصحافيين بعد اجتماع مع الوفد التركي ان العراق لن يقبل أي تعد على سيادته. وأضاف أنه تناول مع الوفد ما ترى تركيا أنه مخاطر أمنية تتهددها من الاراضي العراقية، وشدد على ضرورة التصدي لهذه المخاطر من خلال قنوات الاتصال بين الحكومتين. وقال مبعوث تركيا أوجوز غليكول ان المحادثات تناولت قضايا عدة من بينها تزايد غضب أنقرة من أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة واضطلع بها حزب العمال الكردستاني. ويختبئ آلاف من مقاتلي الجماعة المتمردة في جبال اقليم كردستان في شمال العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي. وقال المبعوث"العراق جارنا وما يحدث هنا مهم بالنسبة إلينا. لسنا هنا لمناقشة قضية واحدة بل كل القضايا التي تهم البلدين". وقتل انتحاري ستة أشخاص في أنقرة الثلثاء الماضي لكن حزب العمال الكردستاني نفى أن تكون له يد في الهجوم. وبعد ذلك بيوم لقي ستة جنود حتفهم عندما انفجر في مركبتهم لغم يعتقد أن مقاتلي الجماعة زرعوه. ولقي أكثر من 30 ألف شخص معظمهم من الاكراد حتفهم منذ حملت الجماعة السلاح عام 1984 في حملة لإقامة دولة للاكراد جنوب شرقي تركيا.