طمأنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس المسؤولين الاتراك وجددت دعم بلادها لوحدة أراضي العراق. وقالت في تصريحات ادلت بها خلال زيارتها لانقرة امس، ان أي دعوة أو تصريحات كردية تدعو الى الانفصال عن العراق، لا تلقى دعما اميركيا. الا ان رايس اكدت في المقابل ثقتها بالمسؤولين الاكراد، وقالت انهم"يدركون مسؤولياتهم جيدا ازاء بلادهم والمجتمع الدولي". كما اشارت الى ان واشنطن لم تغير موقفها من حزب"العمال الكردستاني"الذي تعتبره ارهابيا، واكدت انها لن تسمح له بالعمل في الاراضي العراقية ، لكنها عرضت آلية عمل ثلاثية اميركية - عراقية - تركية لمواجهة ذلك الحزب عوضاً عن خطة عسكرية للقضاء عليه كما يطالب الاتراك. وجاء ذلك خلال محادثات رايس في أنقرة حيث اجتمعت مع الرئيس احمد نجدت سيزر ووزير الخارجية عبدالله غل الذي عقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً قبل ان تغادر الى تل ابيب. وعلى رغم ان رايس حاولت طمأنة أنقرة الا ان مصادر تركية مطلعة قالت الى"الحياة "ان زيارتها"كانت جيدة الا انها لم تلب كل مطالبنا، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع في كركوك التي يتنازع التركمان والاكراد والعرب على سيادتها، اذ رفضت الاتهامات التي وجهها المسؤولون الاتراك الى اكراد العراق بالسعي الى اقامة دولة كردية عاصمتها كركوك"، وقالت رايس ان كركوك"شأن عراقي خالص و ان الحكومة العراقية هي المسؤولة عنها وعن مستقبلها". واعترفت بوجود خلاف في وجهات النظر بين أنقرةوواشنطن و قالت في المؤتمر الصحافي انها تدرك أن"الرأي العام التركي يجد صعوبة في فهم السياسات الخارجية الاميركية في بعض الاحيان"، لكنها طالبت في المقابل بأن"لا يفسد الخلاف في الرأي الود بين البلدين والعلاقات الاستراتيجية". من جانبه قال غل ان واشنطن"تدرك الآن حقيقة قلقنا تجاه العراق وأسبابه". وكان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان صعّد حدة لهجته وانتقاداته للادارة الاميركية، متهماً اياها"بغض الطرف عن تجاوزات الاكراد خلال الانتخابات العراقية"، ووصف تلك الانتخابات بأنها"غير ديموقراطية"، وحمّل واشنطن مسؤولية ما قد يقع من قتال او عنف بين التركمان والاكراد بناء على نتائج انتخاباتها، وقال ان"عدم قيام الجيش الاميركي في العراق بأي عملية ضد حزب"العمال الكردستاني"المتمركز في شمال العراق، اثر سلباً في صورة اميركا لدى الرأي العام التركي، وفي هذا الاطار طالب بعض السياسيين والاعلاميين الاتراك"بمعاملة واشنطن بالمثل"وحرمان قواتها من استخدام قاعدة انجرليك الجوية، وسحب القوات التركية من افغانستان.