شهد المؤتمر الدولي الموسع حول العراق في اسطنبول لقاءات رفيعة بحثت في أزمة هجمات المتمردين من شمال العراق وقضايا أخرى في المنطقة، في حين اعتبرت تركيا أن"وقت الكلام ولى"والوقت حان لبدء التحرك ضد"حزب العمال الكردستاني". وشارك في هذا المؤتمر، وهو الثاني من نوعه بعد مؤتمر شرم الشيخ في أيار مايو الماضي، دول جوار العراقايرانوتركيا وسورية والسعودية والاردن والكويت ومصر والقوى الكبرى ومجموعة الثماني الصناعية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية. كما يشارك في هذا المؤتمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعدما أبدت بغداد تخوفها من أن تطغى الازمة بين تركيا والاكراد على أجوائه. وتجري رايس محادثات مع المالكي والرئيس التركي عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية علي باباجان في انقرة قبل اجتماع وزراء الخارجية اليوم السبت. وأعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان وهو يتحدث إلى جانب وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أن"وقت الكلام ولى"، وينبغي الآن الانتقال إلى العمل ضد المتمردين الاكراد المتحصنين في شمال العراق. وقال باباجان:"ننتظر كثيراً من الولاياتالمتحدة"في مجال مكافحة انفصاليي"حزب العمال الكردستاني". وأضاف أن"لدى الادارة الاميركية دوراً رئيسياً تلعبه. وعلينا العمل على تبني إجراءات ووسائل تأتي بنتائج فعلية"، وزاد:"وصلنا إلى حد ولى معه وقت الكلام وبدأ فيه وقت العمل". وقالت رايس التي وصلت صباح الجمعة إلى أنقرة في مسعى إلى اقناع تركيا بالتخلي عن التدخل عسكرياً في شمال العراق لضرب متمردي"حزب العمال"، إن مكافحة الارهاب صعبة جداً وتتطلب تعاوناً وثيقاً. وأعربت عن اعتقادها"بأن من الصحيح القول إننا نرى، وأن الرئيس جورج بوش يرى، أن علينا مضاعفة الجهد ... والولاياتالمتحدة مصممة على مضاعفة هذا الجهد، لأننا في حاجة الى موقف تشاوري حول هذه المشكلة". وتعتبر تركيا والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة"حزب العمال الكردستاني"منظمة ارهابية. وأكدت رايس مجدداً أن هذا الحزب هو"عدو"بالقدر ذاته لكل من الولاياتالمتحدةوالعراقوتركيا، وحضت الجيش التركي على عدم دخول العراق لعدم"زيادة زعزعة استقراره". وأشارت الى أن الولاياتالمتحدة عليها"واجب"المساهمة في مكافحة"حزب العمال الكردستاني"، داعية تركياوالعراق الى التعاون في هذا المجال. كما حضت ادارة كردستان العراق على تحمل مسؤولياتها في شأن ممارسات"حزب العمال الكردستاني"في شمال العراق. وتتهم تركيا أكراد العراق بعدم القيام بأي شيء تجاه المتمردين من أكراد تركيا بل وبدعمهم وتوفير السلاح والمتفجرات لهم. ويفترض أن تحضر رايس للقاء الاثنين بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض. وتهدد تركيا بالقيام بعملية عسكرية داخل الاراضي العراقية في حال عدم اتخاذ بغداد وواشنطن اجراءات لوقف عمليات"حزب العمال الكردستاني"انطلاقاً من شمال العراق. وتحاول وزيرة الخارجية الأميركية إقناع تركيا، البلد الحليف لواشنطن، بالتخلي عن التدخل عسكرياً ضد المتمردين الأكراد - الأتراك المتحصنين في شمال العراق. وأبدت أمام الصحافيين في الطائرة التي أقلتها الى انقرة، نيتها اقناع الأتراك بالتخلي عن فكرة شن عملية عسكرية"تزعزع"أمن العراق، لأن حزب العمال الكردستاني برأيها"عدو"الولاياتالمتحدةوالعراقوتركيا على حد سواء. وعلى رغم الجهود الديبلوماسية المكثفة للحد من اندفاع انقرة في اتجاه شن هجوم عسكري، يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات الى الحدود مع العراق حيث يواصل عمليات التمشيط. وقال مصدر ديبلوماسي غربي إن لقاء"وزارياً متعدد الاطراف حول لبنان""بدعوة من الطرف الاميركي"سيعقد اليوم السبت في اسطنبول على هامش المؤتمر الوزراي الدولي الموسع حول العراق. إلا أن مصدراً رسمياً عربياً أكد أن بين المشاركين الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزراء خارجية السعودية والاردن والامارات ومصر. وقال مصدر ديبلوماسي سوري:"لم توجه لنا دعوة لحضور هذا الاجتماع". ورجحت مصادر ديبلوماسية مشاركة رايس وكوشنير ووزراء خارجية مصر والسعودية وتركيا. وشددت رايس التي وصلت الى أنقرة على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية يلتزم الدستور، وعدم دفع الاكثرية المعارضة لسورية نحو موقع يؤثر في برنامجها. وقالت للصحافيين في الطائرة التي كانت تقلها الى تركيا:"يتحدثون كثيراً عن تسويات في هذا الوقت". وأضافت أن"هناك كثيراً من المحادثات الجارية. إنه أمر جيد جداً. ولكن أي رئيس لبناني يجب أن يلتزم احترام الدستور". وستلتقي رايس نظيرها الفرنسي برنار كوشنير على هامش اجتماع اسطنبول اليوم السبت. وأوضحت أن على الرئيس اللبناني العتيد"أن يدافع عن سيادة واستقلال لبنان، وأن يحترم قرارات مجلس الامن ... وأن يعد بالمضي في تشكيل المحكمة"الدولية المكلفة محاكمة المتهمين في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري. وأكدت أنها تنوي البحث مع كوشنير في ضرورة"توجيه الرسالة المناسبة". وفي هذا السياق، وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى تركيا للمشاركة في المؤتمر الدولي حول العراق، وفقاً لوكالة انباء الاناضول التركية. ومن المقرر أن يلتقي بان كي مون في أنقرة الرئيس التركي عبدالله غل اثناء غداء عمل، بحسب المصدر ذاته. ولم يعلن عن عقد مؤتمر صحافي إثر اللقاء.