اقترحت الولاياتالمتحدة أمس اجراء محادثات مع تركياوالعراق للاتفاق على كيفية التعامل مع المقاتلين الاكراد الاتراك في شمال العراق وطمأنة أنقرة الى التطورات في المنطقة. وقال نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج بعد محادثات مع مسؤولين أتراك:"سنعقد اجتماعاً ثلاثياً نأمل بأن يكون في المستقبل القريب هنا في أنقرة لبحث قضية متمردي حزب العمال الكردستاني برمتها". ويقدر أن هناك نحو خمسة آلاف عضو من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا الذي يريد اقامة دولة منفصلة للاكراد مختبئون في شمال العراق. ولم تتمكن قوات الاحتلال الاميركية المنشغلة بمحاربة المقاتلين العراقيين الى الجنوب من شن حملة ضد"حزب العمال الكردستاني"حتى الآن، على رغم طلب تركيا المتكرر. ولم يقدم ارميتاج تفاصيل عن المؤتمر المقترح لكن ديبلوماسيين أميركيين قالوا انه قد يعقد أواخر كانون الثاني يناير ويشارك فيه ممثلون من تركياوالولاياتالمتحدة والحكومة العراقية الموقتة. وقال أحد الديبلوماسيين:"الهدف هو جعل الاطراف الثلاثة المعنية تطرح أفكاراً لحل المشكلة". وتلقي أنقرة باللوم على حزب العمال الكردتساني في مقتل أكثر من 30 ألفاً في جنوب شرقي تركيا خلال حملة مسلحة شنها الحزب منذ 1984 سعياً لاقامة دولة كردية. وتراجعت أعمال العنف بصورة كبيرة منذ اعتقال زعيم الحزب عبدالله أوجلان عام 1999، لكن الاشتباكات مع قوات الامن ما زالت تقع بشكل متكرر. وعندما سئل أرميتاج عن تغيير التركيبة السكانية في مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، وهي قضية أخرى حساسة بالنسبة الى تركيا، قال ان القوانين الجديدة ستساعد في نزع فتيل التوترات هناك. وترى تركيا أن أكراد العراق يحاولون السيطرة على كركوك على حساب السكان العراقيين العرب المحليين والتركمان الذين يتحدثون التركية وتخشى أن يؤدي هذا الى حملة مكثفة لاقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق. ويرغب أرميتاج وهو أكبر مسؤول أميركي يزور تركيا منذ حضور الرئيس جورج بوش قمة لحلف شمال الاطلسي في اسطنبول في حزيران يونيو الماضي في اعادة العلاقات الاميركية التركية الى مسارها بعد فترة توتر بسبب العراق. وأثار رئيس لجنة حقوق الانسان التابعة للبرلمان التركي غضب واشنطن عندما وصف ممارسات الجيش الاميركي هناك ضد المقاتلين العراقيين في الفلوجة بأنها"مذابح جماعية". وتحدث وزير الخارجية التركي عبدالله غل عن رغبة أنقرة أيضا في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وقال قبل لقاء أرميتاج"العلاقات الاميركية - التركية فوق كل شيء. انها صامدة منذ فترة طويلة وواسعة النطاق".