قبل يومين من مؤتمر شرم الشيخ الذي يمكن أن يشهد اللقاء الأول بين وزيري خارجيتي الولاياتالمتحدةوإيران منذ القطيعة الديبلوماسية بين البلدين العام 1980، تمسكت طهران أمس بضرورة جعل الملف النووي على جدول اللقاء، وإلا"لا حاجة لعقده"، في ظل عدم توافر"الشروط الضرورية"له. جاء ذلك فيما يجتمع ممثلون عن الدول الست الكبرى الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في لندن اليوم، للنظر في الملف النووي الإيراني، بعد استئناف المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وإيران، في لقاء"يندرج في إطار محادثات حول المحطات المقبلة"، وفقاً لتأكيد ناطقة باسم الخارجية البريطانية. ويتمسك البيت الأبيض بقراره عدم التفاوض مع إيران إذا لم تعلق نشاطاتها النووية الحساسة، فيما أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد ل"الحياة"أن اللقاء المحتمل بين الوزيرة كوندوليزا رايس ونظيرها منوشهر متقي يأتي"على رغم وعي الإدارة أن طهران لم تغير سياستها التخريبية في العراق"، في وقت تشير مصادر داخل الإدارة إلى أن اللقاء من شأنه"وضع أي التزام تقدمه ايران تحت المجهر الدولي، وبالتالي تحميلها مسؤوليته وإلزامها تنفيذ تعهداتها المقدمة على المستوى الوزاري". وعزا مراقبون خطوة رايس الى تحول واضح في سياسة إدارة بوش حيال الملف الإيراني، التي انعكست بتفادي رايس استعمال كلمة"عزل إيران"خلال مقابلاتها الثلاث الأخيرة، حين أكدت استعدادها لقاء نظيرها الإيراني. لكن نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي مصطفوي استبعد إمكان إجراء حوار بين متقي ورايس خلال مؤتمر شرم الشيخ غداً"في هذه المرحلة"باعتبار أنه"لا تتوافر في الوقت الراهن الشروط الضرورية"لهذا الحوار. لكن مصطفوي لم يستبعد حصول محادثات بين طهران وواشنطن. وقال:"ليس بإمكان الولاياتالمتحدة ان تظهر بهيئة العدو من جهة، وأن تقول إنها تؤيد إجراء مفاوضات من جهة أخرى"، مضيفاً:"لكن بوسعنا إجراء محادثات، تماماً كما أعلن الرئيس محمود احمدي نجاد عن استعداده لإجراء مناظرة تلفزيونية مع الرئيس الأميركي جورج بوش". وأشار إلى أن"الهدف ليس الحوار بعينه، بل الوصول الى علاقات سليمة بين البلدين، وهذا يستدعي توفير الظروف المناسبة". وفي الإطار نفسه، أعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام ان موضوع احتمال حصول مفاوضات إيرانية - أميركية على هامش مؤتمر شرم الشيخ"ليس جدياً، وطالما ان الولاياتالمتحدة لم تعلن تخليها عن توجهاتها ورؤيتها الأحادية الاضطهادية الشيطانية، فإن المشاكل لن تحل". وإذا التقى وزيرا الخارجية الإيراني والأميركية، سيكون هذا اللقاء الأول من نوعه على هذا المستوى منذ قطعت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في 1980. في غضون ذلك أبدى ديبلوماسيون غربيون مخاوفهم من أن يعيق رفض إيران دعوة الى التزام معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، اجتماع الدول الموقعة ال188 المنعقد في فيينا تحضيراً لمؤتمر مراجعة المعاهدة عام 2010. لكن الديبلوماسي الياباني يوكيا امانو، الذي يرأس الاجتماع، أكد عزمه على اقناع طهران بالتراجع عن موقفها. واعترضت إيران على جدول أعمال يركز على عدم الإذعان لمعاهدة حظر الانتشار النووي، التي تطالب البلدان الأعضاء التي لا تملك أسلحة نووية بعدم الحصول عليها، كما تلزم القوى النووية الخمس الأصلية بالتخلص من ترساناتها النووية تدريجاً.