اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، خلال لقائهما في قصر الاليزيه امس، ان الولاياتالمتحدة واوروبا تتشاركان هدف التصدي"لاحتمال امتلاك ايران وسائل نووية عسكرية، باعتباره امراً غير مقبول". لكن الرئيس الفرنسي اشار الى"وجوب المضي على طريق الحوار الذي بدأته الترويكا الاوروبية المؤلفة من المانيا وبريطانيا وفرنسا، وذلك بالتشاور الوثيق مع روسيا وبشفافية تامة مع الولاياتالمتحدة، في مقابل احترام ايران الكامل اتفاق باريس الخاص بتجميد ايران تخصيب اليورانيوم"في تشرين الثاني نوفمبر 2004. وفي لقاء جمعها مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، شددت رايس على وجوب توجيه رسالة قوية إلى إيران تفيد بأن عدم تعاملها بمسؤولية مع متطلبات المجتمع الدولي الخاصة بدورة الوقود النووي، سيحتم احالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن. وأضافت:"لا شك في أن مجلس الامن يمثل خياراً لمعالجة هذا الملف، في وقت لا يملك المجتمع الدولي حالياً ادنى مبررات الوثوق بالمزاعم النووية للايرانيين". وطالبت طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، والافادة من الفرصة المتاحة على صعيد تمسك الثلاثي الاوروبي بالسعي الى التوصل إلى حل ديبلوماسي. أما دوست بلازي فأشار الى"وجوب جعل خيار مجلس الامن ذا صدقية كاملة، في حين ان الرهان على المفاوضات لا يزال قائماً"، علماً ان طهران كانت ابدت الثلثاء الماضي رغبتها في استئناف المفاوضات التي توقفت في آب أغسطس الماضي، بعد استئناف طهران عملية تخصيب اليورانيوم في مفاعل أصفهان. وكان مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبنى في 24 ايلول سبتمبر قراراً في شأن البرنامج النووي الايراني حدد شروطاً لاحتمال احالة الملف النووي الايراني إلى مجلس الامن. العراق على صعيد آخر، شددت رايس على ضرورة تصرف ايران باعتبارها"جارة جيدة للعراق"، ووصفت اعلان المسؤولين البريطانيين اخيراً ان دعم طهران جماعات مسلحة في جنوبالعراق صعد وتيرة الهجمات ضد الجنود البريطلنيين بأنه"تطور مقلق". وأشادت رايس بتحقيق العراقيين تطورات"ايجابية"في سياق صوغ الدستور الذي يطرح اليوم على الاستفتاء، وقالت:"حققوا شيئاً رائعا"ً، لكنها أشارت إلى ان الطريق"لا يزال طويلاً"أمامهم. في السياق ذاته، صرح دوست بلازي بأن الولاياتالمتحدةوفرنسا ترغبان في التوصل الى الهدف نفسه، وهو اعادة احلال السلام المدني والديموقراطية، والحفاظ على وحدة العراق. وزاد إن"الوضع الاجتماعي والأمني"في هذا البلد يقلق فرنسا". زيارة موسكو وانتقلت رايس الى موسكو، حيث تلتقي نظيرها الروسي سيرغي لافروف الذي أوضح انه سيناقش معها تطورات الملف النووي الايراني، اضافة الى نتائج جولتها في آسيا الوسطى. ورأى مسؤولون اميركيون ان زيارة رايس غير المقررة الى روسيا، بإعتبار ان خطتها الاصلية لحظت الاجتماع مع لافروف في اوروبا، تهدف الى كسب تأييد روسيا للضغط على ايران. ويشك ديبلوماسيون اميركيون في ان روسيا مستعدة للموافقة على اجراء أكثر شدة في مجلس الامن. وعلى رغم الاشارات المتباينة من الولاياتالمتحدة، فان رايس التي تجري محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، لن تطالب روسيا بتجميد مشروع مفاعلها في بوشهر. وقال مسؤول كبير في ادارة الرئيس جورج بوش طلب عدم ذكر اسمه:"لا نضغط على الروس كي لا يتعاونوا في مشروع مفاعل بوشهر، لكن يمكن ان نضطر الى ذلك لاحقاً". ولا ترغب أميركا في تراجع روسيا عن عدم التصويت في الاجتماع التالي لوكالة الطاقة المقرر في 24 تشرين الثاني المقبل، وهي تأمل ان تستخدم موسكو نفوذها الاقتصادي في ممارسة ضغط على ايران. وتتوجه رايس الى لندن اليوم، حيث تلتقي مساء وزير الخارجية جاك سترو, وصباح غد رئيس الوزراء توني بلير في تشيكرز قرب العاصمة البريطانية.