قُتل «الزعيم الروحي» لتنظيم «القاعدة» في اليمن، مؤسس «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» أنور ناصر العولقي اليمني الأميركي الجنسية، وستة من اركانه، بينهم سعوديان، في غارة جوية نفذتها طائرة تجسس أميركية من دون طيار في منطقة صحراوية تفع بين محافظتي مأرب والجوف بالتعاون مع الإستخبارات اليمنية التي زودت الأميركيين بمعلومات عن مكان تواجد العولقي وتحركاته في الجوف حصلت عليها من أحد معتقلي»القاعدة». واعلن الرئيس باراك اوباما بعد ظهر امس ان «مقتل العولقي يشكل ضربة قوية جدا لفرع القاعدة الاكثر نشاطا». وقال مصدر أمني يمني ان «الإرهابي» سمير خان، الاميركي الجنسية من أصل باكستاني والخبير المتخصص في برامج الكومبيوتر المسؤول في هيئة تحرير مجلة «إينس باير» الناطقة باسم «القاعدة» على شبكة الأنترنت، قُتل مع العولقي. وقال أحد شيوخ قبائل الجوف لوكالة «فرانس برس» أن ستة أشخاص قتلوا مع العولقي صباح الجمعة في منطقة السيل شرق المحافظة. واضاف: «أكد لنا خميس صالح عرفج، الذي كان يستضيف المجموعة ولم يصب في الحادث، أن القتلى سبعة أشخاص، هم أنور ناصر العولقي وسالم صالح عرفج ومحمد محسن النعاج والباكستاني سمير حسن خان ويُعرف بصاحب الكومبيوتر. كما قُتل شخصان آخران يُعتقد بأنهما سعوديان، والشخص السابع لم يتم كشف هويته ولا التعرف عليه»، موضحا ان خميس سالم عرفج قال ان الشخص السابع من قبيلة عبيدة في مأرب. وأوضح أن «العملية تمت عند الساعة العاشرة والنصف صباحا حيث كان أعضاء المجموعة بصدد إخراج الأكل من السيارة لتناول الطعام على الأرض في الصحراء، في مكان يبعد 600 متر تقريبا عن البيت الذي كانوا ينزلون فيه وحينئذ شنت طائرة غارة أولى عليهم وهم متفرقون على الأرض، فهربوا جميعاً الى السيارة واستقلوها للهرب من المنطقة وبعد سماع الانفجار شنت الطائرة غارة ثانية فأصابت السيارة مباشرة، وتسببت في إحتراقها وتطاير أجساد القتلى إلى إشلاء». واكد الشيخ القبلي ان «الأهالي جمعوا أشلاء القتلى وتم دفنهم في مقبرة في منطقة الخسف قرب المنزل الذي كانوا ينزلون فيه». وقالت ل»الحياة» مصادر محلية في الجوف أن العولقي كان يستقل سيارة رباعية الدفع، من بين ثلاث سيارات مماثلة في طريق صحراوي اثناء الغارة وربما كان في طريقه إلى مسقط رأسه في شبوه حيث تحميه قبيلته العوالق التي رفضت قبل عامين تسليمه الى السلطات اليمنية للتحقيق معه في الإتهامات الأميركية الموجهة إليه بالتحريض على تنفيذ عمليات إرهابية في الولاياتالمتحدة ومصالحها في العالم. وتأتي عملية إغتيال العولقي، أحد أهم المطلوبين لواشنطن في اليمن، بعد فشل ثلاث محاولات على الأقل لأجهزة الأمن اليمنية والدوائر الإستخباراتية الأميركية لاغتياله في السنوات الأخيرة في شبوه التي نشط فيها «القاعدة» بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وفي وقت يشهد فيه اليمن منذ مطلع السنة الجاري إضطرابات أمنية خطيرة وتزايد الضغوط الأميركية والدولية والإقليمية على الرئيس علي عبد الله صالح للتنحي عن السلطة وتسليمها إلى نائبه عبد ربه هادي منصور وفقاً للمبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة الراهنة، وإنقاذ اليمن من الإنزلاق إلى الفوضى التي تتيح لتنظيم «القاعدة» توسيع نشاطه ونفوذه على غرار ما حدث في محافظة أبين عندما تمكن مسلحو «القاعدة» من السيطرة على المحافظة وعاصمتها زنجبار مطلع العام. وجاءت العملية لتعيد الثقة الى العلاقات بين واشنطن وصنعاء في ضوء اتهامات قوى المعارضة نظام الرئيس صالح بنسج علاقة مع العناصر الإرهابية لإبتزاز واشنطن والمجتمع الدولي عبر تهويل حجم «القاعدة» في اليمن . وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اعلن في تموز (يوليو) الماضي أن أيمن الظواهري وأنور العولقي على رأس قائمة المستهدفين من قيادات «القاعدة» بعد مقتل بن لادن. وكانت صنعاء منحت الولاياتالمتحدة إذناً بتحليق طائرات المراقبة والتجسس في أجوائها في إطار التنسيق والتعاون لمحاربة «القاعدة» منذ العام 2002 وتمكنت من إغتيال زعيم التنظيم السابق في اليمن «أبوعلي الحارثي» وعدد من مرافقيه بصاروخ أطلقته طائرة من دون طيار على موكبه في صحراء مأرب في عملية تشبه إلى حد كبير عملية اغتيال العولقي أمس في صحراء الجوفز واعتبر المركز الاميركي لمراقبة المتطرفين الاسلاميين «انتل سنتر» ان مقتل العولقي يُشكل «ضربة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية» مؤكدا ان ذلك سيترك اثراً على قدرة التنظيم على التجنيد والتمويل في اليمن، كما يمكن ان يخدم النظام الذي بوسعه ان يعزز وضعه كشريك لواشنطن في مكافحة الارهاب مع مساعي الرئيس اليمني جاهدا للبقاء في السلطة. وفي واشنطن اعلن الرئيس باراك اوباما ان مقتل العولقي في اليمن يشكل «ضربة قوية جدا» تلقتها «القاعدة» مشددا على تصميم الولاياتالمتحدة على القضاء على الشبكات الارهابية. وقال، خلال احتفال تسليم منصب رئاسة اركان الجيوش الاميركية في قاعدة عسكرية قرب واشنطن، ان «مقتل العولقي يشكل ضربة قوية جدا لفرع القاعدة الاكثر نشاطا». واعلن البيت الأبيض ليل امس إن الولاياتالمتحدة تعتقد أنه «يجب على الرئيس اليمني بدء «نقل السلطة» فوراً وإن هذا الموقف لم يتغير بعد مقتل العولقي. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض «إن التعاون مع الحكومة اليمنية كان مهماً في قتل العولقي، وأن هذا أمر منفصل عن الاعتقاد بأنه يجب على صالح ان يبدأ على الفور عملية انتقال إلى الديموقراطية وفق المبادرة الخليجية». وقال مسؤولون أميركيون إن مقتل العولقي يحذف «إرهابيا عالميا» كان في صدارة قائمة المطلوبين في الولاياتالمتحدة، ما يحرم تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» من داعية مفوه باللغتين الإنكليزية والعربية جرى ربطه بهجمات اساسية. وقال مسؤول أميركي إن العولقي «خطط وأشرف على تنفيذ هجمات ضد الولاياتالمتحدة.» وانه كان خطيبا في عدد من المساجد في الولاياتالمتحدة صلى فيها بعض من منفذي هجمات 11 أيلول (سبتمبر)2001. وذكر أن الحكومة الاميركية علمت أن العولقي سعى لاستخدام مواد سامة، ومنها السيانيد والرايسين لشن هجمات على مواطنين غربيين. ولم يعترف تنظيم «القاعدة» بمقتل العولقي. وقال زعيم قبلي في محافظة الجوف لوكالة «رويترز» ان سيارة كانت في موكب العولي بداخلها زعماء للقاعدة تمكنت من الفرار». وقال مسؤول يمني إنه قد يتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل بمجرد رصد المجموعة التي فرت.