ينظِّم غاليري "أوسترلي" في لندن معرضاً للرسام العراقي صادق طعمة المُغترب منذ ثلاثين سنة في منفاه البريطاني. وكدأبه في معارضه الشخصية والجماعية السابقة يركّز صادق على ثيمة البحث في الذاكرة، وكأنَّ ذاكرة الماضي الذي ينأى يوماً بعد يوم ينبوع لا ينضب ولا يتوقف عن الجريان. غير أن هذه الذاكرة المتفجرة تساعده بالضرورة على فهم الحاضر، وإستشراف المستقبل. من هنا انبثقت تسمية معرضه الجديد"تكريم للماضي"بشقيه الشخصي والعام. ولم يقتصر هذا التكريم أو الولاء على تاريخه الشخصي وذكرياته الفردية، وإنما تعداه الى الولاء للأرض العراقية التي أنجبت سلسلة من الحضارات المتعاقبة، والى الإنسان العراقي الذي ابتدع الحروف والإشارات الأولى التي حفرها ودوّنها على أختام الطين وقطع الصلصال. يتقصى صادق لا شعورياً، تاريخ طفولته، وصباه، وشبابه، ويبحث في أرشيف ذكرياته الشخصية من دون أن يدري أو يتعمّد ذلك. فالعجلة البدائية التي كان يقودها بالعصيّ تتجسد في لوحاته الراهنة، مثلما تتجسد الطائرات الورقية التي كان يحلق بها في سماءات نائية وغريبة ومتخيلة. يقول عنه الفنان عباس باني واصفاً انتماءه الى الطفولة، وتشبثه بالأرض والذاكرة والوطن"أن الانتماء الى الطفولة هو انتماء الى الوطن مثلما هو انتماء الى التاريخ، هكذا تبدأ موضوعات الفنان صادق اندماجها بالذاكرة الحية، المتحركة في النفس، السابحة في الأحلام وبالماضي العظيم الذي حدد مسار الإنسانية الأولى، في حضارة السومريين". ولد الفنان صادق طعمة في بغداد عام 1952. تخرّج في معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1974. عمل منذ تخرجه حتى العام 1978 رساماً في صحف ومجلات عراقية. ثم غادر العراق الى لندن وهو يقيم فيها منذ ثلاثة عقود أقام فيها معارض شخصية وشارك في معارض جماعية. والمعرض هذا هو السابع عشر. نال صادق عام 2005 شهادة الماجستير في الفن التشكيلي من جامعة ميدل سيكس البريطانية.