أفاد شهود في مقديشو أن الميليشيات الإسلامية والعشائرية التي تقاتل الحكومة الانتقالية والقوات الإثيوبية عززت مواقعها في العاصمة الصومالية أمس، تحسباً لاستئناف المعارك، بعد يوم من أنباء عن تعزيز أديس أبابا قواتها المنتشرة في المدينة بمئات الجنود. وبدأ أفراد الميليشيات استعداداتهم منذ الجمعة لمعارك جديدة، وأغلقوا الشوارع بأكياس الرمل وحفروا خنادق في عدد من الأحياء، لا سيما حي الملعب في جنوب العاصمة وقرب فندق رمضان في شمالها. وقال أحد عناصر الميليشيات رفض كشف هويته:"أغلقنا الشارع الذي يمر أمام الملعب بجبال من الرمال"لمنع الدبابات من المرور. وأضاف:"يجب علينا أن نحفر خنادق لنثبت أننا اقوياء، ونحن متيقنون أننا سننتصر في هذه الحرب على المحتل الإثيوبي". ودارت غالبية المعارك بين الجيش الإثيوبي والميليشيات الأسبوع الماضي في حي الملعب. وساد هدوء نسبي في مقديشو منذ الثلثاء، إثر هدنة هشة لم يعكر صفوها سوى تبادل متقطع لإطلاق النار ليل الخميس والجمعة. إلى ذلك، أفاد مصدر بحري رسمي أمس أن قراصنة أفرجوا الجمعة عن سفينتين مخطوفتين قبالة سواحل الصومال، إحداهما سفينة شحن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي. وأعلن المسؤول عن برنامج مساعدة البحارة الكيني أندرو موانغورا أن إحدى السفينتين في طريقها إلى مرفأ مومباسا في جنوبكينيا. وقال إن السفينتين"ام في روزن"و"ام في نعمة الله"أطلقتا الجمعة،"ونتوقع وصولها إلى مومباسا خلال أربعة أو خمسة أيام". وأضاف أن أفراد طاقمي السفينتين سالمون. وكانت"ام في روزن"احتجزت في شباط فبراير الماضي لدى نقلها مساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. أما"نعمة الله"التي ترفع العلم الهندي، فاختطفت الأسبوع الماضي قبالة سواحل مقديشو، وعلى متنها 14 شخصاً من الهند وباكستان وسريلانكا وبنغلادش. وطلب خاطفوها فدية قدرها 20 ألف دولار. ولم يتضح على الفور إذا كان لإطلاق السفينتين علاقة باستجابة مطالب الخاطفين. ورحب برنامج الغذاء العالمي بإطلاق"ام في روزن"بعد 40 يوماً من احتجازها، وشكر وجهاء عشائر"بلاد بونت"التي تتمتع بما يشبه حكماً ذاتياً، لوساطتهم التي سهلت الإفراج عن السفينة.