زارت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جينداي فريزر الصومال، أمس، والتقت الرئيس عبدالله يوسف ورئيس الوزراء محمد علي جيدي، في مسعى لتثبيت هدنة هشة أعقبت أعنف موجة من القتال في مقديشو منذ 15 عاماً. وشددت على أن الحوار هو السبيل الوحيد لإرساء السلام وتحقيق المصالحة. ووصلت فريزر ظهر أمس وسط حراسة مشددة إلى مدينة بيداوة المقر السابق للحكومة، في أرفع زيارة لمسؤول أميركي منذ العام 1993. ونقلت المسؤولة الأميركية سريعاً إلى قصر الرئاسة لتجتمع مع يوسف وجيدي. وتأتي الزيارة في اليوم السادس للهدنة بين القوات الإثيوبية والميليشيات الإسلامية والعشائرية في مقديشو. وقالت فريزر للصحافيين إن الرسالة التي أبلغتها للمسؤولين الصوماليين"هي أوقفوا العنف الآن، وضعوا آلية دائمة لوقف إطلاق النار، والسلام سيأتي من خلال الحوار، لا الاقتتال". وأكدت أنها ترى أن"هذه المرة هي الفرصة الأفضل لإقامة حكومة دائمة". وأضافت أنه يتعين على السلطات الانتقالية أن تبدأ المصالحة كي يتسنى الانتهاء من تشكيل حكومة جامعة وقوات للأمن ووضع دستور قبل الانتخابات المقررة في 2009، موعد انتهاء ولاية الحكومة. ورغم مرور أسبوع على وقف إطلاق النار، فإن كثيرين يشكون في أن الحال الأمنية ستتحسن في شكل كاف قبل عقد مؤتمر المصالحة المقرر في 16 نيسان أبريل الجاري. وكانت فريزر استبقت زيارتها بتصريحات أكدت فيها أن واشنطن ما زالت تعتقد بأن ثلاثة من كبار المشتبه في انتمائهم إلى"القاعدة"وثلاثة صوماليين مرتبطين بهم لا يزالون في البلاد. وقالت في بيداوة قبل أن تطير عائدة إلى نيروبي:"من المؤسف أن الصومال أصبح ملاذاً للإرهابيين، وأن ميليشيا الشباب شاركت في القتال الأخير الذي اندلع في مقديشو". وميليشيا الشباب هي فرع في"المحاكم الإسلامية"يتزعمه آدم حاشي عيرو الذي يعتقد بأنه"ممثل القاعدة في الصومال". راجع ص 6 إلى ذلك، أعلن وزير الإعلام الاريتري علي عبدو أن الرجل الثاني في"المحاكم الاسلامية"الشيخ شريف شيخ أحمد موجود مع مسؤولين سياسيين صوماليين كبار في أسمرا. ونقلت"فرانس برس"عن عبدو أن بلاده تستضيف شيخ احمد ونائب رئيس الحكومة الصومالية حسن عيديد والرئيس السابق للبرلمان شريف حسن شيخ آدم، إضافة إلى نحو تسعين نائباً آخرين. واعتبر الوزير أن"الحل الوحيد في الصومال هو الحوار السياسي". وكان شريف شيخ أحمد اعتقل في كانون الثاني يناير الماضي في كينيا بعد هزيمة الميليشيات الإسلامية أمام الجيش الإثيوبي الذي تدخل لدعم الحكومة الانتقالية الصومالية. وبعد إطلاقه توجه إلى اليمن، ثم إلى اريتريا. أما الرئيس السابق للبرلمان، فأقيل من منصبه بعد إجرائه مفاوضات مع"المحاكم"ضد رغبة الحكومة.