اعتبر الرئيس الصومالي الموقت عبدالله يوسف أن المفاوضات لم تعد خياراً مطروحاً لتسوية الأزمة مع "المحاكم الإسلامية" التي استولت على معظم جنوب البلاد، بعدما أعلن قادتها الحرب على السلطات الانتقالية. وقال إن تنظيم"القاعدة"يفتتح"متجراً"في الصومال، بعد يوم من إعلان مسؤولة أميركية رفيعة أن"القاعدة"باتت"تتولى زمام الأمور في المحاكم". وقال يوسف خلال مقابلة مع وكالة"أسوشييتد برس"في مدينة بيداوة آخر معاقل الحكومة الضعيفة، إن الإسلاميين"هم من أغلق باب محادثات السلام بقوة، وهم من يشنون الحرب". وارتفعت حدة التوتر بين الجانبين أخيراً. وهدد الإسلاميون بشن هجوم واسع على بيداوة، ما لم تنسحب القوات الإثيوبية المنتشرة في الصومال لدعم حلفاء أديس أبابا في الحكومة الانتقالية قبل الثلثاء المقبل. وأشار إلى أن"القتال يمكن أن يندلع في أي وقت". لكنه أكد أن حكومته لن تبادر بالهجوم. وحذر من أن"القاعدة تفتتح متجراً في الصومال. هذا فصل جديد وجزء من خطة هذه الجماعة الإرهابية لشن الحرب على الغرب". وتأتي تصريحات يوسف في وقت وزع أمس الإسلاميون خطبة موحدة لصلاة الجمعة تحض على الجهاد ضد الإثيوبيين في الصومال، كما جاءت بعد إعلان مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جينداي فريزر أن"القاعدة"تسلمت زمام الأمور في"المحاكم". وقالت فريزر للصحافيين في واشنطن اول من أمس، إن"مجلس المحاكم الإسلامية أصبح من الآن وصاعداً تحت سيطرة أشخاص ينتمون إلى خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في شرق افريقيا". وأضافت أن"كبار المسؤولين في المحاكم متطرفون في الصميم وهم الذين يختلقون الحرب". وحسب المسؤولة الأميركية، فإن الإسلاميين الصوماليين يستضيفون عدداً من المشتبه بأنهم شاركوا في الاعتداء على سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام العام 1998. وأكدت أن هؤلاء وصلوا إلى مواقع قيادية في"المحاكم"على حساب عناصر أكثر اعتدالاً كانت واشنطن تأمل في أن تتمكن من الحوار معهم. وقالت إن"المحاكم"اصبحت"بقيادة أصوليين متطرفين، وليس بقيادة المعتدلين الذين كنا نأمل في بروزهم". وأشارت إلى"وجود كثير من المعتدلين في المحاكم، ولكن عندما يبرز المتطرفون فإن المعتدلين يختفون لأنهم يخافون على رؤوسهم". في غضون ذلك، تزود أمس سكان بيداوة مؤناً استعداداً لهجوم الإسلاميين على المدينة، فيما اختبر الجنود أسلحتهم. وارتفعت حدة التوتر أيضاً بعدما لقي أحد أقارب وزير الدفاع العقيد عبدالقادر آدم شيري واثنان من حراسه حتفهم الجمعة بعد هجوم على قافلتهم في قرية كورون النائية التي تبعد 70 كيلومتراً إلى الغرب من بيداوة. وقال الوزير:"نجري تحقيقاً. لكننا نشتبه في أن المحاكم الإسلامية وراء ذلك". لكن عبدالفتاح علي، وهو مسؤول كبير في الحركة الاسلامية، نفى هذا التقرير. وقال:"لسنا على علم بذلك".