في وقت أعلنت الحكومة الصومالية أن جنودها المدعومين بقوات اثيوبية طردوا مقاتلي "المحاكم الإسلامية" من آخر معاقلهم في رأس كامبوني في أقصى جنوب البلاد قرب الحدود الكينية، ظهر تحوّل سياسي لافت في موقف رئيس البرلمان الانتقالي شيخ شريف شيخ عدن الذي دعا قادة"المحاكم"إلى تسليم أسلحتهم والانخراط في العملية السياسية في البلاد، وأعلن قبوله نشر قوة سلام أفريقية في البلاد، وهو أمر كان من أشد المعارضين له سابقاً. وصدر موقفه بعد محادثات أجراها في نيروبي، أمس، مع ديبلوماسيين أميركيين على رأسهم جينداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الأفريقية. وتكمن أهمية عدن في أنه كان الأقرب في الإدارة الانتقالية الصومالية في بيداوة إلى الإسلاميين الذين زارهم في مقديشو في تشرين الثاني نوفمبر الماضي من دون الحصول على إذن من الرئيس عبدالله يوسف ورئيس حكومته علي محمد جيدي. وأقر عدن ضمناً بأن دعوته الإسلاميين إلى القاء السلاح ربما لن تلقى أذناً صاغية منهم جميعاً، إذ قال أن مقتنع بأن الشيخ شريف شيخ أحمد، القيادي الكبير في"المحاكم"، سيقبل بها لو أمكنه الاتصال به، في تلميح إلى أن آخرين في صفوف الإسلاميين لن يقبلوا بها. ويُنظر إلى الشيخ حسن ضاهر عويس بوصفه قائداً أكثر تشدداً من شريف شيخ أحمد في"المحاكم". ولم تصدر مواقف من الرجلين منذ انسحابهما من كيسمايو 500 كلم جنوب مقديشو الإثنين الماضي. وقال رئيس الحكومة علي محمد جيدي بعد محادثات أجراها مع فريزر في نيروبي، أمس،"سنعمل معاً مع الأميركيين من أجل استقرار الصومال". وقالت فريزر، من جهتها، أن واشنطن ستقدم 16 مليون دولار لتمويل قوة سلام أفريقية مقترحة في الصومال، ودعت إلى حوار بين الأطراف الصومالية، بما في ذلك"بقايا"المحاكم الإسلامية. ونشرت الحكومة أمس مئات الجنود في مقديشو لضمان عدم تكرار تظاهرات السبت التي طالب المشاركون فيها بخروج القوات الاثيوبية ووقف خطة لجمع السلاح من المواطنين.