تظاهر مئات الأشخاص في شوارع مقديشو أمس وأحرقوا إطارات وحطّموا زجاج سيارات وأطلقوا هتافات تؤكد أنهم لن يُلقوا السلاح، رغم الدعوة التي وجهتها الحكومة اليهم لتسليمها الى قوات الأمن. وهاجم المتظاهرون القوات الاثيوبية التي طردت قبل أيام"المحاكم الإسلامية"من العاصمة. وقال مسؤولون طبيون إن ثلاثة أشخاص أحدهم صبي 13 عاماً قُتلوا خلال الاحتجاجات، وهي الأولى بهذا الحجم ضد الاثيوبيين. كما جرح 17 آخرون. وعلّقت الحكومة قرارها جمع السلاح من المواطنين. وقال هايلي عبدالله حسين 23 عاماً:"نتظاهر ضد نزع السلاح والوجود الاثيوبي في بلادنا. لا يمكننا قبول نزع السلاح تحت الاحتلال... سنشن جهاداً عوض ذلك". ولم تؤكد الشرطة سوى مقتل الصبي في حي تاربونكا جنوب مقديشو، وقالت إن القوات الحكومية تعرضت أولاً لرشق بالحجارة، لكنها لم تشر الى مشاركة الجنود الاثيوبيين في اطلاق النار. وأفاد مراسلون بأن تظاهرات مماثلة، ضمت في غالبيتها أطفالاً ونساء يحملن نسخاً من القرآن الكريم، جرت أمس في جنوبالمدينة للاحتجاج على وجود القوات الاثيوبية والحكومية في العاصمة. وتظاهر نحو 200 أمام مبنى احتله الجيش الاثيوبي وهتفوا:"لا نريد نزع السلاح في مقديشو"و"نحن لسنا بحاجة الى الاثيوبيين"، ورشقوا بالحجارة الجنود الاثيوبيين وقطعوا الشوارع المحيطة من خلال حرق اطارات السيارات. وأطلق الجنود عيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين. ودخل الجيش الاثيوبي والقوات الصومالية مقديشو في 28 كانون الأول ديسمبر بعدما فرّ المقاتلون الإسلاميون منها من دون خوض معارك. وبعد ساعات من خروج الاسلاميين من مقديشو عاود عدد كبير من المسلحين الموالين لزعماء الميليشيات الظهور عند نقاط تفتيش في المدينة حيث اعتادوا سرقة اموال المدنيين وترويعهم. وعاد موسى سودي يلحو، وهو زعيم ميليشيا طرده الاسلاميون خلال معركة مقديشو في حزيران يونيو، الى العاصمة أمس ورفض التحدث الى الصحافيين. الى ذلك، قال وزير الداخلية حسين عيديد أمس إن لا معلومات محددة لديه عن الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية والاثيوبية في رأس كامبوني في أقصى الجنوب قرب الحدود الكينية حيث يتحصّن المقاتلون الإسلاميون منذ انسحابهم من كيسمايو قبل أيام. لكنه أوضح ان الجنود الصوماليين والاثيوبيين"ينظّفون منطقة"رأس كامبوني. ومن المفترض أن يكون الرئيس الصومالي عبدالله يوسف التقى أمس رئيس الوزراء الاثيوبي ميلس زيناوي الذي يقول ان بلاده ستسحب قواتها من الصومال خلال اسبوعين. ويُتوقع أن تزور جينداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية، مقديشو اليوم الأحد، علماً أنها تقوم باتصالات مكوكية مع قادة المنطقة لتأمين دعمهم لإرسال قوات سلام تساعد الحكومة الصومالية في بسط سيطرتها على البلاد. وهي قابلت أمس في عدن الرئيس علي عبدالله صالح في عدن الذي أكد"دعمه كل الجهود والاجراءات التي من شأنها تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار في الصومال".