دعي 18 مليون ناخب جزائري للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في 17 أيار مايو التي أقصي عنها الإسلاميون المتطرفون، وتتنافس فيها غالبية من النواب المنتهية ولايتهم إضافة إلى وزراء وزعماء أحزاب. وهذه ثالث انتخابات تشريعية تعددية منذ تلك التي فازت بها الجبهة الاسلامية للإنقاذ المنحلة في نهاية 1991 والغيت نتائجها مما أدى إلى اندلاع أعمال عنف طوال 15 سنة. وسيختار الناخبون 389 نائباً في اقتراع على أساس لوائح في دورة واحدة في 48 دائرة انتخابية، وسيتم توزيع المقاعد بحسب النظام النسبي على مستوى الولايات. ورفضت وزارة الداخلية مشاركة القادة الإسلاميين المتطرفين الذين رفعوا السلاح، في الانتخابات مباشرة أو تحت راية الأحزاب الشرعية. كما لم يسمح لشخصية معروفة من التيار الإسلامي عبدالله جاب الله بالترشح للانتخابات. وكان جاب الله يطمح في ملء الفراغ الذي تركته جبهة الانقاذ لكنه اضطر الى التراجع والدعوة الى مقاطعة الانتخابات. من جانبها رشحت الأحزاب الثلاثة المشاركة في"التحالف الرئاسي"وهي جبهة التحرير الوطني قومي والتجمع الوطني الديموقراطي ليبرالي وحركة مجتمع السلم اسلامي غالبية من نوابها المنتهية ولايتهم وبينهم وزراء و"الحرس القديم"في هيئاتها التنفيذية. ويهيمن هذا التحالف على الغالبية المطلقة في المجلس المنتهية ولايته، وهو يؤيد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي تنتهي ولايته عام 2009. ويقول زعماء هذه الأحزاب انهم سيحتفظون بالغالبية البرلمانية، في حين تدور بينهم معركة صامتة من أجل الهيمنة على المجلس المقبل. وتتمتع جبهة التحرير 208 نواب وحدها بالغالبية في المجلس الشعبي الوطني يليها التجمع من أجل الديموقراطية 46 نائباً وحركة مجتمع السلم 39 نائباً التي يتطلع زعيمها بوجرة سلطاني إلى الفوز بنحو 30 في المئة من مقاعد البرلمان الجديد. وتشهد الانتخابات الجديدة عودة التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية علماني بزعامة سعيد سعدي الذي قاطع انتخابات 2002 احتجاجاً على قمع التظاهرات في منطقة القبائل في 2001 للمطالبة بالدفاع عن اللغة والثقافة الامازيغيتين. ويقدم التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية لوائح له في 48 دائرة انتخابية في الجزائر ويطمح إلى الفوز بالمقاعد الثمانية التي تمثل المهاجرين في الخارج. وتمثل النساء نحو 10 في المئة من المرشحين. لكن جبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين آيت أحمد المتجذرة في منطقة القبائل قررت مقاطعة عملية الاقتراع على غرار 2002. ويقدم حزب العمال يسار متطرف بزعامة لويزة حنون الحزب الوحيد الذي تتزعمه إمرأة في الجزائر 16 مرشحة على رأس لوائحه و40 في المئة من المرشحات، في أعلى نسبة مقارنة بجميع منافسيه. ويتمثل حزب العمال ب 11 نائباً في المجلس الحالي.