أعلن وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني أمس الجمعة أن حزب "جبهة التحرير الوطني" فاز بغالبية مقاعد مجالس البلديات والولايات إثر الاقتراع المزدوج الخميس. وتقدم الحزب الواحد سابقاً الذي يملك أصلاً الغالبية في المجلس الوطني الشعبي ومجلس الأمة غرفتي البرلمان، على التجمع الوطني الديموقراطي و"حركة مجتمع السلم"اسلامية، شريكيه في الائتلاف الرئاسي الحاكم. وأعربت غالبية الأحزاب المتنافسة عن رضاها على"حسن سير"الاقتراع الخميس، مشيرة الى انها"لم تلحظ تجاوزات كبيرة عدا بعض التجاوزات المحدودة في بعض مراكز الاقتراع". وشهدت انتخابات الخميس نسبة مشاركة ضعيفة غير أنها فاقت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية في 17 أيار مايو الماضي حين بلغت مستوى متدنيا تاريخيا بلغ 36 في المئة. وأوضحت النتائج التي اعلنها الجمعة وزير الداخلية أن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية بلغت 44.09 في المئة من بين 18 مليون ناخب مسجل، ونسبة 43.45 في المئة بالنسبة إلى انتخابات المجالس الشعبية الولائية. وكانت نسبة المشاركة تمثل أحد أبرز رهانات هذه الانتخابات التي شارك فيها مرشحون عن 23 حزباً علاوة على مرشحين مستقلين. ولوحظ أن جبهة التحرير فقدت الغالبية المطلقة في ثلث المجالس البلدية، على رغم فوزها بالغالبية على المستوى الوطني، ففي حين فازت ب 4201 مقعد في المستوى الوطني، إلا أنها خسرت الغالبية المطلقة في 507 من 668 بلدية كانت تهيمن عليها سابقاً. ولم تحتفظ جبهة التحرير بالغالبية المطلقة إلا في 161 بلدية من اجمالي بلديات الجزائر البالغ عددها 1541 بلدية. لكن الحزب يملك غالبية نسبية مريحة في 294 بلدية لم تعد في إمكانه ادارتها من دون دعم حليفيه في التحالف الرئاسي وهما التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم. وفاز التجمع الوطني ب3426 مقعداً على المستوى الوطني ونال الغالبية المطلقة في 107 بلديات في حين فازت حركة السلم ب1495 مقعداً وسيطرت على 16 بلدية. وكانت مفاجأة هذه الانتخابات التي تتمحور حول القضايا المحلية، الجبهة الوطنية الجزائرية وسط التي فازت ب1578 مقعداً على المستوى الوطني متفوقة على حركة مجتمع السلم التي شهدت تراجعا واضحا مقارنة بنتائجها في انتخابات 2002. وحصلت الجبهة على الغالبية المطلقة في 15 بلدية بالتساوي مع المستقلين. وكانت احرزت تقدماً انتخابياً مهماً في الانتخابات التشريعية في أيار مايو الماضي. وسجل التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية معارضة علمانية بزعامة سعيد سعدي الذي كان قاطع الانتخابات المحلية 2002 للاحتجاج على القمع في منطقة القبائل، عودة قوية في هذه المنطقة. وحصل على 4.33 في المئة وفاز ب605 مقعداً على المستوى الوطني. وحاز على الغالبية المطلقة في 12 بلدية تقع في منطقة القبائل وغالبية نسبية في 32 بلدية اخرى. وفازت منافسة التجمع من اجل الثقافة، جبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين آيت احمد ب566 مقعدا على المستوى الوطني وهيمنت على 12 بلدية خصوصاً في منطقة القبائل وحازت غالبية نسبية في 23 بلدية اخرى. اما حزب العمال يسار بزعامة لويزة حنون فقد فاز ب6.85 في المئة من الأصوات وب958 مقعداً على المستوى الوطني ونال الغالبية المطلقة في ثماني بلديات واغلبية نسبية في 25 بلدية أخرى.