كررت مصادر سورية رفيعة المستوى لپ"الحياة" امس، ان موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي لمقاضاة المتهمين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، "شأن داخلي لبناني، لا علاقة لسورية به"، مجددة تأكيد أهمية "التوافق لأن لبنان لا يحكم بالأكثرية، بل بالتوافق". ولم يبد المسؤولون السوريون اهتماماً كبيراً لطلب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون العمل على إبرام المحكمة من طريق مجلس الامن، علماً ان الأمين العام اقترح يومي 23 و24 الشهر الجاري موعداً لزيارته دمشق. وأكدت المصادر السورية ضرورة ان"يتوافق اللبنانيون على النقاط الخلافية المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية والمحكمة، وان يأتي الحل من داخل لبنان وليس من خارجه"، مع تأكيدها حرص دمشق على"استقرار لبنان وأمنه لأن في ذلك خدمة لمصلحة سورية". ويستند الموقف السوري القائل ان"لا صلة"لدمشق بالمحكمة، الى الرسالة التي بعثت بها وزارة الخارجية السورية في 21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي الى الأممالمتحدة، معتبرة فيها ان سورية"لم تستشر"خلال مشاورات الاتفاق على النظام الاساسي للمحكمة، وأن الاممالمتحدة تصرفت وكأن"لا علاقة"لدمشق بها. وواصل الموقف السوري مذاك التأكيد ان المحكمة"شأن لبنان داخلي"وضرورة"توافق اللبنانيين على نظامها الأساسي"، الامر الذي اعطى قوى المعارضة"هامشاً كبيراً في الحركة"، وسط استمرار التأكيد السوري لوجوب ان تكون المحكمة تستهدف"كشف الحقيقة وليس الانتقام السياسي". كما ميزت دمشق بين موقفها الحالي من المحكمة وموقفها من التحقيق الدولي في اغتيال الحريري، القائم على"التعاون الكامل طالما ان التحقيق مهني". وتوقعت المصادر حصول"تعاون"سوري - سعودي في الفترة المقبلة لحل الازمة اللبنانية، على اساس وجوب ان"يأتي الحل من داخل لبنان، ثم تقوم سورية والسعودية بتعزيزه وتحصينه من التدخل الخارجي". وكان مسؤول سوري رفيع المستوى نفى ل"الحياة"ان تكون دمشق"وعدت اي طرف بتقديم ملاحظاتها"على النظام الاساسي للمحكمة، مشيراً الى ان هذا الأمر يعود الى اللبنانيين. لكن المصادر اوضحت ان لقاء الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضع أسساً للتعاون السوري - السعودي في المرحلة المقبلة، اذ من المقرر ان يزور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دمشق في الفترة المقبلة. وعلم ان السفير السعودي في سورية أحمد القحطاني اجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بداية الاسبوع، بعد عودته من الرياض. وأشارت المصادر الى"الحرص السوري"على التعاون مع الرياض لإنجاح ترؤسها القمة العربية،"عبر التعاون في حل الأزمات العربية"، خصوصاً ان رئاسة القمة العربية ستنتقل من السعودية الى سورية في الدورة المقبلة.