سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سولانا يجري محادثات تمهيدية مع لاريجاني وبوش يلمح إلى محادثات بين رايس ومتقي . طهران ترى في "المسار المزدوج" تحولاً غربياً : الإعتراف بحق التخصيب يسهّل مفاوضات وقفه
بدأت في أنقرة أمس محادثات كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي لاريجاني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في محاولة لإعطاء المفاوضات النووية فرصة أخرى عبر طرح الاتحاد الأوروبي استراتيجية"المسار المزدوج"الذي يوازن بين العقوبات والمزايا التجارية. راجع ص 7 وقبيل الاجتماع، رأت طهران في الاستراتيجية الغربية"تحولاً"، يقدم تعريفاً جديداً للمطالبات السابقة بتعليق عمليات التخصيب. ووصفت طهران المحادثات بالأساسية، خصوصاً أنها ترى في ما حققته في مجال تخصيب اليورانيوم نقطة متقدمة لبدء المفاوضات، وورقة ضغط تمكنها من رفض الشروط الغربية. وقبيل اللقاء، قال سولانا انه يأمل في"أن نكون قادرين هذه المرة على التقدم على طريق إجراء محادثات تمهيدية تقود بأسرع وقت الى مفاوضات جدية". وصرح لاريجاني بأن المحادثات مع سولانا تهدف الى درس"أفكار جديدة"يمكن ان تطرح على الطاولة. لكن كريستينا غالاتش الناطقة باسم سولانا قالت ان"لا تغير في موقف المجتمع الدولي"، مضيفة ان الأولوية"لإيجاد الظروف لبدء المفاوضات". جاء ذلك في وقت أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قد تجري محادثات ثنائية مع نظيرها الإيراني خلال مؤتمر العراق المقرر الشهر المقبل في مصر، مشيراً إلى أنه سيدرس"بجدية"إمكانية عقد لقاء ثنائي مع الإيرانيين حول المسألة النووية إذا كان هذا الأمر من شأنه أن يساعد على تخلي الإيرانيين عن برامجهم لصنع"أسلحة نووية". لكنه أضاف"لا اعتقد بأن نقاشاً مع الإيرانيين وحدهم في الوقت الراهن من شأنه إن يؤدي إلى النتيجة التي نريد". في الوقت ذاته، صرح الأميرال الأميركي وليام فالون القائد الجديد للعمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط بأن بلاده لا تسعى إلى مهاجمة إيران وتفضل الحوار لحل الخلاف النووي، فيما تستعد حاملة الطائرات الأميركية جون ستينيس لدخول الشهر الثالث في إطار مهمتها التي بدأتها بين الخليج وبحر العرب في شباط فبراير الماضي. في غضون ذلك، توقعت مصادر إيرانية ان يتضمن التوجه الإيراني في الملف النووي للمرحلة المقبلة، إعلان حكومة احمدي نجاد تحول إيران إلى بلد نووي وتجاوزها نقطة اللاعودة، وتأكيد قدرتها على التخصيب الصناعي في الداخل. ويمكن لطهران في المرحلة الراهنة ان تعلن عدم حاجتها إلى الوقود النووي بذريعة عدم جاهزية مفاعلاتها النووية وإبرامها عقوداً مع روسيا لتزويد مفاعل بوشهر ما يحتاجه من وقود نووي لمدة خمس سنوات، الأمر الذي يمهد الطريق أمام مصالحة"تحفظ ماء الوجه"، تعزز الدور الأوروبي وتخفف من حدة في الموقف الأميركي. ولم تستبعد المصادر ان تعلن طهران، بعد التفاهم مع سولانا، وقف نشاطات التخصيب مع الاحتفاظ بحق الاستمرار فيها، على غرار ما حدث في أزمة البحارة البريطانيين وإطلاق سراحهم. كذلك توقعت المصادر ان تستمر إيران في إهمال القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن، ودفع الغرب للاعتراف بها كدولة نووية، وحذف شرط تعليق التخصيب المسبق، على ان تطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بها كدولة نووية والاحتفاظ بنشاطات التخصيب لأهداف التحقيق العملي، في مقابل ان تعلن توقف التخصيب الصناعي. وتوقعت المصادر أن تطلب طهران من الدول الغربية تقديم ضمانات جدية بعدم عرقلة تزويدها الوقود النووي مستقبلاً لتشغيل المفاعلات التي تريد ان تبنيها، وان تتعهد هذه الدول بتخزين هذا الوقود على الأراضي الإيرانية بإشراف دولي. وترغب طهران في ضمانات بعدم لجوء أي من الأطراف الدولية، خصوصاً أميركا وإسرائيل، إلى أي هجوم عسكري ضدها، وكذلك تخلي واشنطن عن مساعي تغيير النظام الإسلامي في إيران. وفي نيويورك، نفى وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف ملف الشرق الأوسط كيم هاولز ان تكون الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا باتت جاهزة للسماح لايران الإبقاء على جزء من برامج تخصيب اليورانيوم، بدل شرطها تعليقه كاملاً. وقال هاولز، رداً على"الحياة"اثناء لقائه مع مجموعة صغيرة من الصحافة في الأممالمتحدة أمس، ان هذا النبأ"عار تماماً عن الصحة". وأضاف ان"فحوى الخبر بالتأكيد، لا يعكس أبداً موقفنا"، اذ انه"من الصعب جداً التنازل في شأن تخصيب اليورانيوم"، لأن المعادلة واضحة"إما تخصيب اليورانيوم أو عدم تخصيبه". ونفى الوزير البريطاني ان تكون بلاده تلقت طروحات لجهة تجاوز الطريق المسدود حول التخصيب عبر محاولة الاتفاق على طريق جديدة لتعريف التخصيب، كما أفاد خبر"اسوشييتد برس"من أنقرة نقلاً عن"مسؤولين أجانب"هناك. وقال انه سمع بهذا على متن الطائرة التي نقلته من كندا الى نيويورك ليرأس جلسة مجلس الأمن المخصصة لموضوع الشرق الأوسط، علماً أن بريطانيا تترأس المجلس للشهر الجاري. وأكد هاولز ان سولانا"ليس ذاهباً الى انقرة حيث التقى لاريجاني بنص معين أو بحل وسط ما"، معربا عن"القلق العميق"نتيجة"التصعيد"الآتي من طهران بسبب الإصرار عن الاستمرار في التخصيب.