انتهت اللجان الإيرانية المكلفة درس عرض الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا، والتي يشرف عليها سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني المكلف الملف النووي، من وضع اللمسات الأخيرة على الرد الإيراني، ويتوقع أن تقدمه منتصف تموز يوليو الجاري قبل قمة الدول الثماني في سان بطرسبرغ. وكشفت مصادر مقربة من القرار الإيراني أن موقف طهران يشدد على الحصول على إجابات لم يتضمنها الاقتراح الأوروبي في شكل واضح وهي: سحب الملف النووي الإيراني من التداول داخل مجلس الأمن وإعادته إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإعلان مجلس محافظي الوكالة سحب الملف الإيراني عن جدول أعمالها وتحديد جدول زمني لإنهاء المفاوضات الإيرانية - الغربية. لكن الشرط الايراني الاهم يبقى سحب أي شروط مسبقة للتفاوض، خصوصاً موضوع تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، بما يتضمنه ذلك من اعتراف بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، ولو كان ذلك في المرحلة الأولى لأغراض البحوث العلمية. كذلك تتضمن الشروط الايرانية الحصول على ضمانات غربية وخصوصاً أميركية بالتخلي عن فكرة تغيير النظام الإسلامي في إيران ووقف الدعم لمجموعات المعارضة التي تتخذ من الأراضي الأميركية والأوروبية منطلقاً لنشاطاتها ضد إيران. في المقابل، تتعهد إيران استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي في الأزمات الإقليمية والشرق أوسطية، وإعادة الهدوء والسلام في المنطقة من أفغانستان مروراً بالعراق ووصولاً إلى فلسطين والأزمة اللبنانية - السورية وبدء حوار مباشر بين إيران وأميركا حول مسائل وقضايا ذات اهتمام مشترك. امتيازات وأضافت المصادر أن الجانب الإيراني سيحصل في مقابل إعلانه الموافقة على الاقتراح الأوروبي والتعاون في مسائل لم ترد في إطار الاقتراح القضايا الإقليمية على امتيازات منها: الاحتفاظ بنشاطات التخصيب على أراضيها، بداية على مستوى التحقيقات العلمية وتحت مراقبة دولية مشددة وبمشاركة أميركية، اضافة الى الاعتراف بعضويتها في النادي النووي والدول المنتجة للوقود النووي، ومن ثم التعاون مع الوكالة الدولية والدول النووية على تطوير البرنامج الإيراني لبناء منشآت الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم الصناعي وتركيبها في إطار قوانين الوكالة الدولية. وتحدثت المصادر عن مؤشرات إلى إمكان تزويد إيران أجهزة طرد مركزي جديدة من طراز"بي 1"لا تسمح بالتخصيب اكثر من 5 في المئة على ان يصل عددها الى 50 الف وحدة طرد مركزي وقد يصل العدد الى 130 الف وحدة، ما سيسمح لإيران بالتخصيب الصناعي والدخول في نادي الدول المصدرة للوقود النووي. وأضافت المصادر أن المشروع الإيراني للتخصيب الصناعي سيقترح شراكة دولية لن تستبعد الولاياتالمتحدة، مرجحة أن تعمد إيران إلى تعليق نشاطات التخصيب خلال الفترة التي سيستغرقها بناء وحدات الطرد المركزي الجديدة، في ظل عدم حاجتها الملحة لإنتاج الوقود النووي لتشغيل مفاعل بوشهر الذي سيبدأ بالعمل عام 2007 ووجود عقود مع موسكو لتزويد طهران الوقود اللازم لتشغيله خلال السنوات المقبلة. كذلك هناك مسألة إلغاء العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدة على إيران منذ العام 1979، وتحرير الأرصدة الإيرانية المجمدة في أميركا وفتح التبادل التجاري والصناعي والتقني والزراعي وتزويد إيران مفاعلاً يعمل بالماء الخفيف. تشدد كلامي في المقابل، أكد رجل الدين الإيراني المحافظ أحمد خاتمي موقف المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي القاضي بعدم التفاوض مع واشنطن في شأن الملف النووي الإيراني. وقال في خطبة الجمعة:"من تكون أميركا لتضع انفها في الملف النووي... لا علاقة لنا بالولاياتالمتحدة في الملف النووي ولن يتفاوض مسؤولونا بالطبع معها". وأعلن خامنئي أن إيران لا ترى فائدة من التفاوض مع الولاياتالمتحدة أو مناقشة حقها في امتلاك برنامج نووي. جاء ذلك بينما أعلن المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز أن بلاده"تنتظر وتأمل"في الحصول على رد إيران على عرض الدول الكبرى في شأن تعليق تخصيب اليورانيوم خلال اجتماع يعقد الأربعاء المقبل في بروكسيل، مؤكداً أن العرض"ليس معقداً". ويلتقي علي لاريجاني كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الأربعاء في بروكسيل، في أول لقاء بينهما منذ قدم سولانا له عرض الدول الكبرى المتعلق بالملف النووي الإيراني في السادس من الشهر الجاري. ورفضت الولاياتالمتحدة طلب إيران منحها مزيداً من الوقت لدرس العرض، وأكدت انه يتعين على طهران أن تقدم ردها بحلول المهلة التي حددتها مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى الأسبوع المقبل. ونفى السفير البريطاني الجديد في إيران جيفري دوين آدامز أن تكون بلاده تمارس أي ضغوط على إيران للإسراع في الرد على عرض الحوافز، مشدداً على أن الطرف الأوروبي يبدي كثيراً"من الصبر والتحمل"في انتظار الرد الإيراني، معتبراً"الأجواء إيجابية جداً".