فشل كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي لاريجاني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في التوصل الى اتفاق لحل الأزمة بين طهران والغرب، بعد جولتي محادثات في برلين يومي الأربعاء والخميس، لكنهما أعلنا ان نقاشاتهما على مدى يومين اثمرت"نتائج إيجابية". وفي وقت اتفق الجانبان على"اتصال جديد"بينهما الأسبوع المقبل، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان المحادثات لا يمكن ان تستمر طويلاً جداً. تزامن ذلك مع استطلاع ل"رويترز - زغبي"اظهر ان غالبية الأميركيين تفضل الديبلوماسية، وتعارض استخدام القوة مع ايران. في الوقت ذاته، أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ان بلاده"لن تتراجع قيد أنملة إزاء القوة والضغوط"الدولية في شأن برنامجها النووي، مؤكداً رفض طهران تعليق تخصيب اليورانيوم"ولو ليوم واحد"، وذلك رداً على اشتراط الغرب تعليقها التخصيب من اجل التفاوض. وقالت مصادر مطلعة في طهران ل"الحياة"ان موقف نجاد لا يتعارض مع روح المحادثات بين لاريجاني وسولانا، مشيرة الى ان الرئيس الايراني قصد التمسك بالتخصيب لأغراض البحث العلمي، الأمر الذي يختلف عن التخصيب الصناعي. وأوضحت المصادر ان طهران تحتاج الى وقت كبير لتتمكن من دخول دائرة التخصيب الصناعي، في ظل امتلاكها حالياً سلسلة واحدة فقط من أجهزة الطرد المركزي، مؤلفة من 164 جهازاً. وكشفت ان الجانب الإيراني قدم في محادثاته مع سولانا شروطاً في مقابل الموافقة على وقف التخصيب يمكن تلخيصها بأربع نقاط: اولاً: إسقاط شرط التوقيف قبل بدء المفاوضات، وهو ما استطاعت طهران تحقيقه نسبياً حتى الآن. ثانياً: تزويد ايران حاجاتها من الوقود النووي لمدة 5 سنوات، على ان يوضع الوقود في مخازن على الأراضي الإيرانية تضمن لها الحصول على الوقود الذي تحتاجه لتشغيل مفاعل بوشهر، ولتفادي احتمال تنصل الدول الغربية من تزويدها بهذا الوقود لاحقاً. اما الشرطان الثالث والرابع فهما الاعتراف بحق ايران في التخصيب العلمي، وسحب الملف الإيراني من مجلس الامن وإعادته الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمهيداً لسحبه من جدول اعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس حكامها. وفي وقت يتوقع ان تشمل المحادثات بين ايران والاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، مسائل فنية وتقنية، قال لاريجاني خلال مؤتمر صحافي بعد محادثاته مع سولانا:"تمكنّا من التوصل الى بعض النتائج الايجابية"، رافضاً الدخول في تفاصيل. وأوضح ان المناقشات مع سولانا تمحورت حول"آليات العودة الى المفاوضات الرئيسة بأسرع وقت ممكن". في المقابل، قال سولانا:"حققنا تقدماً وسيكون لنا اتصال جديد منتصف الأسبوع المقبل". ولم يستبعد ان يكون هاتفياً. وبناء على طلب سولانا، التقى لاريجاني وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فيما قال ديبلوماسيون أوروبيون إن هدف اللقاء هو معرفة هل طهران مستعدة لتعليق التخصيب في مقابل الحوافز الاقتصادية والديبلوماسية التي عُرضت عليها، وتعهد الدول الست الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا عدم فرض عقوبات عليها في مجلس الأمن. في واشنطن، قالت رايس ان المحادثات الحالية بين الأوروبيين وإيران لا يمكن ان"تستمر طويلاً جداً". واضافت:"واضح اننا اذا تمكنّا من التوصل الى قرار من طهران في وقف التخصيب ونشاطات اعادة المعالجة في شكل كامل، وبطريقة يمكن التحقق منها، نسلك عندئذ طريق المفاوضات". وشددت على ان هذه هي"الطريق التي نريد ان نسلكها جميعاً".