أنقرة، واشنطن، كانبيرا – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت ايران أمس، انها لن تخصّب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، اذا زُوّدت وقوداً نووياً لتشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية، فيما أعربت تركيا عن ارتياحها لاستعداد ايران لإجراء مفاوضات تقنية مع الغرب حول اتفاق تبادل اليورانيوم الموقّع مع أنقرة وبرازيليا، ولترحيب الولاياتالمتحدة بذلك. جاء ذلك بعد قول لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الاربعاء، ان نظيره الايراني منوشهر متقي الذي زار اسطنبول الاحد الماضي، أبلغ أنقرة أن بلاده «لن تواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، اذا وُقّع اتفاق طهران (لتبادل الوقود) وزُوّدت ايران وقوداً كافياً لتشغيل مفاعل طهران للبحوث» الطبية. وقال رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي ان طهران «لن تحتاج تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، اذا زُودت وقوداً نووياً لمفاعل طهران»، مستدركاً ان بلاده «لا ترغب في استنفاد احتياطاتها من اليورانيوم لهذا الغرض». وتعليقاً على صحة تصريحات داود أوغلو، قال مصدر في طهران ل»الحياة» ان «ذلك تمكن مناقشته علي طاولة المفاوضات، وتعزيز الثقة بين الجانبين يمكن أن يؤدي الي أكثر من ذلك». وأضاف ان «طهران تراقب بدقة مواقف الدول الغربية، ومدى جديتها في التوصل الي حلول عملية لتنفيذ اتفاق التبادل». وزاد ان طهران «لا تمانع استئناف المفاوضات، لكن استناداً الي قواعد جديدة تستهدف إنهاء المقاطعة وعودة الملف النووي الي الوكالة الدولية للطاقة النووية». وفي أنقرة، قال مسؤول في الخارجية التركية ل»الحياة» ان «التطورات الحالية تشير الى أن موقف تركيا كان منصفاً ومحقاً، وأن تصويتها في مجلس الامن ضد قرار العقوبات على ايران، أفسح المجال أمامها هي والبرازيل من أجل استكمال دور الوسيط النزيه وكسب ثقة طهران». وأشار الى أن «مسار العقوبات يسير بالتزامن مع مسار التبادل، ونرجو أن يكون مسار التبادل أسرع»، لافتاً الى أن إتمام اول صفقة تبادل بنجاح، قد يؤدي الى إبدال كل كمية اليورانيوم المخصب المتبقية لدى طهران، بأخرى مخصبة في الغرب، وبعدها لن تحتاج طهران الى تخصيب مزيد من اليورانيوم. وتعمل أنقرة على انتزاع ضمانات قوية من طهران في هذا الشأن، من أجل المضي قدماً في صفقة التبادل. ولا تملك تركيا حتى الآن سوى تصريحات للمسؤولين الايرانيين تؤكد أن المنطق ينفي حاجة طهران للتخصيب، اذا حصلت على ما تريده من الخارج، لكن تركيا تسعى الى الحصول على ضمانات أقوى. وعلّقت واشنطن على تصريحات داود أوغلو، مبدية استعدادها لاستئناف المفاوضات مع طهران. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كرولي: «اننا على استعداد تام لمواصلة البحث مع ايران في تفاصيل اقتراحنا الاساسي في شأن مفاعل طهران للبحوث، اضافة الى قضايا أشمل لمحاولة فهم طبيعة البرنامج النووي الايراني». ولفت مسؤول أميركي بارز الى ان «بعض المبادرات التي تصدر عن ايران، كانت تستهدف وقف عملية» العقوبات، مضيفاً: «الآن بعد انتهاء هذه العملية، نحن سعداء لهذه المحادثات اذا ارادت ايران الحوار». في غضون ذلك، حضّ متقي اوروبا على تبني سياسة مستقلة عن الولاياتالمتحدة، إزاء ايران. وقال خلال لقائه السفير الإرلندي الجديد في طهران اوليفر غروغن، ان «ايران ترغب في تنمية علاقاتها مع أوروبا من منطلق التكافؤ، وترحب بأوروبا ذات السياسة الخارجية المستقلة». ورأى في العقوبات التي أقرها الاتحاد الاوروبي على ايران أخيراً، «تبعية» للكونغرس الاميركي الذي فرض عقوبات على طهران، معتبراً أن ذلك «مؤشر الى تأثّر عملية اتخاذ القرارات في أوروبا، بسياسات تُملى من وراء الاطلسي»، في اشارة الى الولاياتالمتحدة. الى ذلك، أعلنت استراليا تشديد عقوباتها على طهران، بحيث تطاول نحو مئة شركة ومنظمة ايرانية، كما تحدّ من نشاطات الشركات الاسترالية مع قطاع الغاز والنفط في ايران.