يتابع اللبنانيون نهاية الأسبوع حلقة انتخاب ملكة جمال بلدهم. ونظراً الى أن البرنامج يتكرر سنوياً فإن "ال بي سي" اعتمدت هذا العام حلة جديدة، لإتحاف المشاهدين بصور أبهى تتماهى مع صور المتباريات الجميلات الساعيات الى عالم الجمال. الفكرة تتلخص في جمع 10 ملكات توالين على لبس تاج الجمال اللبناني من عام 1995 حتى اليوم، وتشكيلهن لجنة الحكم. وأتت هذه الفكرة"مبتكرة"ومحببة. ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن الجمال الذي أريد له أن يكون مضاعفاً، أحدث شرخاً واضحاً لدى الجمهور الذي لم يتوانَ عن اجراء مقارنة بين الملكات السابقات والمتباريات، لا بل سرعان ما لاحظ أن جمال الملكات العشر السابقات تمكن من ابقاء كفة ميزان الإعجاب مائلاً نحوهن من دون أن تتمكن 18 متبارية من جعل الميزان يميل على الأقل. بينما المفترض أن يجعلنه مثقلاً بجمالهن وهن أكثر شباباً ونضارة من السابقات. وإذا تجاوز المرء مسألة الجمال على أنها جزء من مواصفات الملكة، فإنه سيتوقف طويلاً أمام الجزء الأساسي الثاني وهو ثقافتها وتطلعاتها، خصوصاً عندما تجيب متبارية على سؤال عن أهم ثلاث أمنيات تريد تحقيقها بالقول:"أن أكون ناجحة في عملي، وأن أكون ناشطة اجتماعياً، وأن أخلع الكعب الآن... وإذا كان أصدقاء المتبارية وأهلها يرون في هذه الإجابة الكثير من العفوية وپ"الهضامة"الظرف، إلا أن المشاهدين يرون إن أمنية ملكة جمال لبنان المحتملة، خلع الحذاء ذي الكعب العالي فيها استخفاف بالمقام الذي تطمح إليه أولاً، ناهيك بما يرمز إليه هذا المركز الذي يجعلهن يحملن"اسم لبنان عالياً"، على ما يعدن ويكررن. هذه الحال ليست استثناء بين المتباريات، لأن زميلتها التي سئلت عن الشخصية التي تتمنى لقاءها في حال فازت باللقب، بما ان ملكة جمال لبنان تلتقي شخصيات مهمة محلياً وعالمياً، أجابت:"أتمنى أن التقي مخرجاً أميركياً لأنني أحب التمثيل". من هو؟ أجابت:"لا أعرف". وعندما خيرت متبارية ثالثة بين وزارات الداخلية والدفاع والخارجية، اختارت الأخيرة"لأنها كل شيء بالبلد، ومرسي!". هذا هو المستوى الثقافي لملكات جمال لبنان المحتملات، وإذا عرف السبب بطل العجب، فالسبب يقرأ في سيرهن الذاتية المنشورة في موقع خصص للمباراة على الانترنت، حيث تحدثن عن هواياتهن وهي كل هوايات الدنيا إلا المطالعة.