سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجلس الوزراء السعودي يؤكد أن الوجود الأجنبي في العراق "موقت" و "التدخلات الإقليمية مصيرها التراجع" تجدد المواجهة بين البيت الأبيض والكونغرس : ريد يتهم بوش ب "إنكار" الخسارة السياسية
استبق الرئيس جورج بوش اجتماع الكونغرس بمجلسيه أمس لإقرار الصيغة الأخيرة لمشروع الموازنة الداعي الى الانسحاب من العراق، بتحذيره المشرعين من تقييد صلاحياته في إدارة الحرب، فيما اتهم زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد الرئيس ب"العيش في حال انكار"وافتراق مع الشعب الأميركي"الذي يؤيد بأكثريته مشروع الانسحاب". من جهة أخرى، أكد مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن"لا مناص من التفاف القيادات العراقية حول ما يوحدها، إذ أن الوجود الأجنبي على التراب العراقي موقت والتدخلات الاقليمية مصيرها التراجع والانحسار، ولن يبقى في العراق إلا الشعب العراقي العربي المسلم الذي سيحمل قياداته مسؤولية ما يجري على أرضه، ويخطط لمستقبله". في بغداد، أحدثت أوامر رئيس الوزراء نوري المالكي بوقف العمل في بناء الجدار لعزل حي الأعظمية ارباكاً شديداً وصفه الجيش الأميركي ب"سوء تفاهم على مستوى القيادة العراقية"، فيما أعلن المشرف على الخطة الأمنية في بغداد الاستمرار في بنائه واتهم وسائل الاعلام ب"تضخيم المسألة". أمنياً، شهد العراق يوماً دامياً آخر أمس، إذ وقع 75 قتيلاً في هجمات، بينها خمسة تفجيرات انتحارية منها اثنان استهدفا مطعمين في وسط بغداد ومدينة الرمادي حيث أحبط الجيش الأميركي هجوماً كيماوياً بشاحنة مفخخة وفقاً لوكالة"أسوشييتد برس". وفيما أعلن المالكي في القاهرة، حيث بحث مع المسؤولين المصريين في سبل انجاح مؤتمر شرم الشيخ، وقال إن لا خلاف بين السنّة والشيعة، رجحت مصادر ايرانية ان يصل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الى طهران الخميس ليمهد لزيارة المالكي. وتوقعت هذه المصادر أن تكون زيارة زيباري"غير عادية"، ورجحت ان يصطحب معه الديبلوماسيين الإيرانيين الخمسة الذين اعتقلتهم القوات الاميركية في اربيل قبل ثلاثة اشهر، تلبية للشرط الايراني للمشاركة في المؤتمر. ولم تستبعد هذه المصادر أن يتزامن الافراج عن الديبلوماسيين الايرانيين مع وصول المالكي الى طهران، الذي سيبحث في وضع اطر لتفاهمات غير مباشرة بين ايران والجانب الاميركي حول العراق. في واشنطن، أكد بوش بعد لقائه قائد القوات الأميركية في العراق ديفيد بيترايوس في البيت الأبيض أمس أن الخطة الأمنية في بغداد"تحرز بعض التقدم"لناحية انخفاض مستوى الاقتتال المذهبي والوصول الى"الأهداف الاستراتيجية". وجدد رفضه تحديد جدول زمني للانسحاب ليفتح بذلك باب المواجهة مع الكونغرس الذي باشر أمس وضع اللمسات الأخيرة على مرسوم الموازنة الداعي الى انسحاب في آذار مارس المقبل. وشدد ريد في خطاب ألقاه في معهد وودرو ويلسون على أن الكونغرس متمسك بمشروع الانسحاب، و"سيرشد الرئيس الى الطريق الصحيح"في ادارة الحرب. واتهم بوش"بالافتراق عن الواقع والعيش في حال من الانكار"لما يجري في العراق، معتبراً أن"الانجاز العسكري تم تحقيقه منذ فترة إنما الفشل سياسي ورئاسي". وتقاطع خطاب ريد مع اجتماع مجلسي النواب والشيوخ لإقرار صيغة أخيرة تدمج مشروعي قرار تم التصويت عليهما في كلا المجلسين ويدعوان للانسحاب من العراق في 2008 ويضعان شروطاً الزامية على الحكومة العراقية في ما يتعلق بتدريب القوات والمصالحة السياسية. وتوقعت تقارير اعلامية أن يقدم الكونغرس للبيت الأبيض مشروع قرار للموازنة يحدد الربيع المقبل موعداً غير الزامي للانسحاب. وسيستخدم بوش في هذه الحالة حق الفيتو الرئاسي لنقضه ورده الى الكونغرس الذي يحتاج عندها إلى ثلثي الأصوات لتمريره، وهذا مستبعد في ظل التوازنات الحالية. ورداً على تصريحات ريد، أعربت دانا بيرينو، نائب الناطق باسم البيت الأبيض، عن خشيتها من"أنهم الديموقراطيين يقنعون أنفسهم بأننا لا نواجه عدواً للولايات المتحدة". وشددت"على أهمية أن يفهم الجميع أن هذا عدو مصمم على قتل الأميركيين والعراقيين الأبرياء لزعزعة استقرار المنطقة"، لافتة الى"أننا عندما نكون قاصرين عن استيعاب خطورة هذا الأمر، قد تكون العواقب وخيمة". الى ذلك، اعتبر السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر أن الشهور المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مشدداً على وجوب توصل الزعماء السياسيين إلى تفاهمات. على الصعيد الأمني، قُتل 75 عراقياً في هجمات أمس بينهم 19 بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري أمام مطعم على طريق عام في مدينة الرمادي حيث تخوض عشائر محلية حرباً ضد تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". وسارعت القوات الأميركية الى منطقة الانفجار حيث عثرت على شاحنة مفخخة ومحمّلة بمادة الكلور السامة التي سبق أن استخدمتها"القاعدة"في تفجيرات أوقعت مئات الاصابات في صفوف المدنيين والعسكريين على حد سواء. الى ذلك، أكدت القوات العراقية أمس مواصلة بناء سور حول منطقة الأعظمية السنّية في بغداد، فيما علق الجيش الأميركي على إعلان رئيس الوزراء نوري المالكي معارضته تشييد السور، بالإشارة الى سوء تفاهم بين مستويات القيادة العراقية، بحسب الناطق العسكري الأميركي اللفتنانت - كولونيل كريستوفر غارفر. جاء ذلك في وقت تظاهر مئات من سكان الأعظمية احتجاجاً على بناء هذا السور الذي وصفوه بأنه"جدار صفوي". وقال الناطق باسم خطة"فرض القانون"في بغداد العميد قاسم عطا إن بناء ما سماه"الحاجز الأمني"حول منطقة الأعظمية السنّية و"مناطق أخرى سيستمر"، متهماً وسائل الاعلام ب"تضخيم"الأمر. وأوضح عطا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق العسكري الأميركي الأميرال مارك فوكس:"سنواصل بناء الحواجز الأمنية في الأعظمية ومناطق أخرى"، مشيراً الى أنها"لن تعزل أي طائفة. كما أن تشييدها بدأ في أحياء من بغداد".