أخطاء "حارقة" و "ساقطة" ومتوشحة ب "الشيزوفرينيا" تعمَّد الرئيس الليبي معمر القذافي العودة بها إلى العالم، بعد ان تخلّى عن برنامجه النووي ونيات الاغتيالات وإسقاط الطائرات وتفخيخ الملاهي الليلية. بدأها خلال الأسابيع الماضية بمفرقعات سياسية واتهامات تُشعلها "الغيرة" ونوازع "الحقد الدفين"، عشية انعقاد القمة العربية في الرياض، على شاشة قناة "الجزيرة" القطرية. ثم ألحقها بمغالطات"تحريفية"بشأن الدولة الفاطمية ووجود قبر الرسول محمد ص، مقترحاً"طمس قبر النبي وصحابته تحت ذريعة حماية الدين الإسلامي من الشعوذة". ثم ختمها بأخطاء "بروتوكولية" في السنغال. وقبلها بشهر تقريباً نصّب نفسه مفتياً، إذ أجاز طواف غير المسلمين حول الكعبة. لن ينتهي الرئيس الليبي عن الاستهلال بالمغالطات التاريخية والشطحات الفكرية والنطحات المتهورة، التي تضرّ به كزعيم عربي قبل الإضرار بالآخرين، ما لم يوقَف عند حده بحد القانون الدولي، أو بفتوى شرعية يُجمع عليها علماء الأمة وفقهاؤها. من المعلوم ان ما يفصل بين الجنون والعقل"شعرة"، إلا أن هذه"الشعرة"على ما يبدو"تزحلقت"وتوغلت ثم تمدّدت لدى العقيد القذافي، ففقد المقاييس ونسي التاريخ والجغرافيا، وربما يتناسى قريباً موقع بلاده ودول شمال افريقيا، ليطلق عليها اسماً"كارثياً"يتوافق مع ما سمّاه"إسراطين". هناك اشخاص تركبهم الشياطين وتنزع عقولهم، حتى يصدقوا ما يهذون به، خصوصاً عندما يتحدثون إلى الأنثى أو يجلسون أمام الكاميرات، كما تغزّل القذافي بالسمراء كوندوليزا رايس"كوندي"، فلا يملكون إلا التدليس والتنظير والركل الغوغائي للوقائع والتاريخ. يتعجّب العقلاء وقبلهم الجهلاء من تصرفات العقيد القذافي ومهاتراته الإعلامية"القاحلة". كيف يخرج زعيم محسوب على العالمين العربي والإسلامي إلى الملأ متطاولاً على العقيدة والتاريخ ورسول الله محمد ص ووجود قبره في المدينةالمنورة، إذ يقول:"المسجد الموجود حالياً الذي زرته لا يوجد ما يؤكد أن فيه قبر الرسول"؟ القذافي فسّر وحلّل ولوى عنق الحقائق بكل"عبثية"عشية القمة العربية، ولم يتوقف عند فضاء قناة"الجزيرة"أو ساحات طرابلس، بل ذهب إلى السنغال ليدهس"البروتوكول الديبلوماسي"حينما توسّط الرؤساء الذين حضروا وضع حجر الأساس لمطار"جاس"الدولي في العاصمة داكار، محتلاً موقع الرئيس السنغالي. إذ وصفت وسائل الإعلام السنغالية تصرفات القذافي بأنها"خرقاء"، خصوصاً وهو يصطحب حاشية كبيرة ومظاهر"أبّهة مفرطة"أحاط بها نفسه. ما قاله الزعيم الليبي بحق العرب وقمة الرياض، ثم ما تلاه من لغو وشطحات فكرية وتطاولات عقائدية وتاريخية، أمر يستدعي وقفة أكثر من الاستهجان والاستغراب، خصوصاً ادعاءاته بعدم وجود قبر رسول الله، و"أن الحرمين ليسا هما اللذان نتحدث عنهما الآن، وأن المقصود بهما هما مكة والقدس". سجلات القذافي مليئة بتأجيج الصراعات وتعميق رقعة الاختلافات، ولم يعرف عنه إيجاد الحلول للمشكلات. وأعتقد انه لا يكفي ان نقول في كل مرة"إن كلامه غير منطقي، وغير مقبول علمياً ولا تاريخياً". فهل يمكننا مجابهة ومواجهة شطحات ونطحات القذافي بطريقة سلمية مقنعة؟!