يشكّل اليوم العالمي للمرأة الذي احتفل به أمس فرصة سنوية متجددة لإدانة العنف الذي يمارس ضد النساء واستمرار عدم التكافؤ في العمل كما في المنزل. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن"العنف ضد النساء والبنات لا يتراجع أياً تكن القارة أو البلد أو الثقافة", مشيراً إلى أنه"خفي في معظم الأحيان ويدمر حياة النساء وأسرهن والمجتمع بأكمله". وأضاف أن"تحقيق استقلالية المرأة ليس هدفاً بحد ذاته لكنه شرط لتحسين حياة كل منا في العالم". وتبنى مجلس الأمن الدولي قراراً غير ملزم عبّر فيه عن"قلقه لكل أنواع العنف الّذي يمارس ضد النساء في النزاعات المسلحة ومن بينها القتل وبتر الأعضاء وأعمال العنف الجنسي الخطيرة والخطف والعبودية". وفي جنيف، أعلنت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لويز آربور أن المحكمة الجنائية الدولية ستتحرك بجدية مستقبلاً لمحاكمة المسؤولين عن ارتكاب جرائم عنف ضد النساء في زمن الحروب. وقالت آربور في كلمتها للمناسبة:"عمل هذه المحاكم أبرز الصعوبات في ملاحقة المرتكبين قضائياً ومكافحة ثقافة الحصانة التي تحمي الأفعال الإجرامية وتنتشر هذه الحصانة بالطبع في كل المجتمعات، سواء كانت في حالة سلم أو حرب". وقالت الرئيسة الجديدة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إن"كثيرات من النساء يفقدن حياتهن أثناء الولادة ويتعرضن للاغتصاب أو للانتهاكات الجنسية داخل المنزل". واعتبرت تشان في أحدث دراسات منظمة الصحة إن العنف المنزلي هو أكثر أشكال العنف انتشاراً، ويطال 23 إلى 49 في المئة من النساء. وتشير تقاريرإلى أن واحدة من بين كل خمس نساء تتعرض للاعتداءات الجنسية قبل سن الخامسة عشرة. جاء ذلك في حين أظهر تقرير نشره مكتب العمل الدولي أن عدداً كبيراً من النساء يعمل في الوظائف الأقل دخلاً بالعالم في ظل استمرار الفجوات المتعددة بين الرجل والمرأة في سوق العمل، فيما أظهر مسح عالمي أعدته شركة"غرانت ثورنتون إنترناشونال"أن اليابان تتخلف عن العالم كله في معالجة الفجوة بين الجنسين في الوظائف الإدارية العليا، في حين تشغل النساء في بقية آسيا وظائف إدارية عليا أكثر من قارة أوروبا. وفي مدريد، طالبت أكثر من 500 مندوبة عن النساء من 45 دولة أفريقية بحقوق متساوية مع الرجل خلال مؤتمر نسائي إسباني - أفريقي. ويحضر المؤتمر نخبة من كبار الشخصيات من بينهن الملكة صوفيا ملكة إسبانيا والرئيسة الليبيرية إيلين جونسون-سيرليف ورئيسة وزراء موزمبيق لويزا ديوغو. وفي مدينة كولونيا الألمانية، بدأت أمس فاعليات مؤتمر"المرأة في الإسلام"، أكدت خلاله لاليه أكغون تركية الأصل مفوضة شؤون الإسلام في الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديموقراطي أن الحركات النسائية في الدول ذات الطابع الإسلامي"للأسف ليست قوية، لكنها موجودة"مشددة على ضرورة تقديم الدعم للمرأة. وفي تونس، دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى تعديل صورة المرأة في المناهج المدرسية العربية، وإلى إلغاء ما فيها من مظاهر التمييز وعدم المساواة بين الجنسين. في غضون ذلك، صرحت السيدة الأولى في نيكاراغوا روساريو موريو بأن حكومة الساندينيستا تناصر تولي المرأة أرفع المناصب وأن"تلعب دور البطولة في عملية تمكين لا رجعة عنها". وأكدت موريو أن"المرأة تخلق حالياً ظروفاً ثقافية واجتماعية بهدف تغيير المعتقدات وتبديد الانحياز الذي أدى إلى تقليص دورها في المجتمع". وللمناسبة، أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا حملة للحد من انتشار مرض الإيدز الفتاك بين النساء الذي بلغت نسبته في البرازيل 44 في المئة بين عامي 1995 و2005. واشتبكت حوالى 300 فيليبينية مع رجال شرطة مكافحة الشغب استخدموا هراوات لدفعهن، بعدما حاولن السير في تظاهرة باتجاه القصر الرئاسي لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وحملن لافتات كتب عليها:"الرئيسة غلوريا ماكاباغال أرويو تتحمل مسؤولية معاناة المرأة".