حض رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الزعماء العرب المجتمعين في الرياض امس على عدم تقديم تنازلات في ما يتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم التي أقيمت عليها اسرائيل، وتوقع عدم قبول اسرائيل بمبادرة السلام العربية، واكد ان دولاً اوروبية تسعى الى توطيد علاقاتها مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. واعرب هنية عن امله في ان تحل مسألة الجندي الأسير في قطاع غزة في غضون ايام. وقال هنية وهو من قادة حركة"حماس"في مقابلة مع"رويترز"ان الحركة لن تعارض مبادرة السلام العربية المتوقع احياؤها خلال القمة العربية لكنها لن تتنازل في ما يتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. وأضاف:"نحترم الاجماع العربي ولكن في الوقت نفسه نقول ان المشكلة في اسرائيل ورفض اسرائيل التعاطي مع التحركات والمبادرات الفلسطينية والعربية. ان ما يهمني من أي شيء عدم المساس بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وفي مقدمها حق العودة". وتابع:"أنا أتوقع أن القمة العربية المنعقدة في الرياض ستؤكد من جديد التزام الدول العربية بعدم التنازل مطلقا عن حق عودة اللاجئين تحت أي ظرف من الظروف". وتدعو مسودة نهائية للقرار الختامي للقمة الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا عن ديارهم في عام 1948. ولكنها تتجنب عبارة"حق العودة"للاجئين الفلسطينيين الذي تعارضه اسرائيل بشدة. ويسعى القادة العرب في القمة الى احياء خطة السلام مع اسرائيل في مسعى لانهاء الصراع معها. وتعرض المبادرة العربية على اسرائيل تطبيع العلاقات مع كل البلدان العربية اذا انسحبت من كل الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 وقبلت بقيام دولة فلسطينية ووافقت على"حل عادل"لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وعن موقف اسرائيل من المبادرة العربية قال هنية:"لا اتوقع اطلاقا ان تقبل اسرائيل المبادرة وستستمر في اللف والدوران لكن شعبنا قادر على ان يتشكل وفق مقتضيات اي مرحلة". واضاف:"هناك مؤشرات غير ايجابية من الجانب الاسرائيلي تجاه المبادرة وتجاه حكومة الوحدة وهناك رفض للتعاطي مع الحقوق الفلسطينية ويتم حصر الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية في الجانب الامني والانساني وهذا دليل ان الافق السياسي بالنسبة الى الجانب الاسرائيلي ما زال مغلقا". وتابع:"حتى المبادرة العربية لم يتحدثوا انها ايجابية بل قالوا ان فيها شيئا ايجابيا، اي ان اسرائيل لا تريد اخذ المبادرة بكاملها". واكد وزراء الخارجية العرب الاثنين تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام مع اسرائيل"كما هي من دون اي تعديل"وقرروا بدء اتصالات مع جميع"الاطراف المعنية"لتفعيلها. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان تبني الدول العربية مبادرة السلام"تطور ايجابي جدا". وفي هذا السياق، قال هنية ان"اسرائيل هي التي رفضت التعاطي مع المبادرات العربية وغيرها، وهي التي رفضت الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني لذلك الكرة في الملعب الاسرائيلي". واضاف:"في برنامجنا السياسي شدّدنا على الثوابت والحقوق ورغبتنا في الاستقرار والهدوء والامن في المنطقة بأسرها وفي انهاء الاحتلال للاراضي التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس، واللاجئين والافراج عن الاسرى". على صعيد آخر، اكد هنية ان لا مشكلة بين الفلسطينيين حول المبادرة العربية. وقال:"هناك تركيز في القمة على المبادرة وهو امر جيد فالمشكلة ليست فلسطينية فلسطينية او عربية عربية، المشكلة في اسرائيل التي رفضت التعاطي مع مبادرة السلام العربية". واضاف:"نحن نتوقع ان يصدر قرار قوي وموحد لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه والتأكيد على ثوابته وفي مقدمها اللاجئون". وتابع:"ايضا نتوقع اتخاذ قرار قوي لكسر الحصار المفروض وتوفير الدعم المالي والاقتصادي لتقوم الحكومة بدورها بعد عام صعب من الحصار الظالم". وخلص الى القول:"نريد ان يتم تبني حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في الاطار العربي ودعم الحكومة سياسيا وماليا واقتصاديا وايجاد مظلة سياسية لحكومتنا وترجمة القرارات لكسر الحصار". وكشف هنية قبيل افتتاح القمة العربية ان دولا اوروبية اكدت انها تسعى لتطوير علاقاتها مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والى استئناف الدعم المالي لها. وقال في حديث مع وكالة"فرانس برس":"هناك حراك في موقف الدول الاوروبية، وروسيا والنروج موقفهما جريء ومتقدم، كما ان بعض الدول الاوروبية قالت لنا انها تسعى الى تطوير علاقات مع حكومة الوحدة واستئناف الدعم المالي لحكومة الوحدة وانها على استعداد لرفع الحصار"من دون ان يسمي هذه الدول. وعن الموقف الاميركي الرافض للتعاطي مع وزراء"حماس"في الحكومة، قال هنية:"ان موقف روسيا والنروج وبعض الدول الاوروبية دليل ان هناك عزلة في الموقف الاميركي والاسرائيلي عن هذا الحراك السياسي والتأكيد ان شعبنا الفلسطيني يسير في الاتجاه الصحيح وقادر ان يحدث التفاعل مع محيطه الاقليمي والدولي". شاليت وصرح هنية امس بأن هناك"تقدماً كبيراً"في قضية الجندي الاسرائيلي الاسير في الاراضي الفلسطينية غلعاد شاليت معربا عن الامل في حل هذه القضية خلال"ايام". وقال:"كل الذين يلتقوننا بمن فيهم النروجيون والروس ركزوا على قضية شاليت ونحن مهتمون بالقضية وهناك اتصالات مع اشقائنا في مصر وفصائل المقاومة التي اسرت الجندي". واضاف:"أؤكد ان هناك تقدما كبيرا على هذا الصعيد"، لكنه اوضح في الوقت نفسه ان الامر"يحتاج لبعض الوقت وآمل ان يكون اياما لكن هذا مرهون بالموقف الاسرائيلي". واشار الى وجود"تقدم على صعيد المعايير لتبادل الاسرى والاطار العام للصفقة".