اكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في القاهرة ان مشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية لم تصل الى طريق مسدود، مضيفا:"قطعنا شوطاً لا بأس به في الحوارات الفلسطينية الداخلية، واتفقنا على الأطر والمبادئ العامة للحكومة... والحوار ما زال مستمراً لكي ترى هذه الحكومة النور في اللحظة التي ننتهي فيها من حواراتنا الداخلية". ورفض بشدة ما يتردد عن أن مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وصلت إلى طريق مسدود، وقال عقب محادثات مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى:"لم أبلغ رسمياً من الرئيس محمود عباس أبو مازن بأن الحوارات وصلت إلى طريق مسدود... ونحن كنا في جولة حوار في غزة قبل مغادرتي البلاد... والحوار قطع شوطاً لا بأس به، لكن هناك صعوبات تعترضه". وشدد على أن النية معقودة لإنجاح الحوار وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني. كما نفى وجود ضغوط أو أفكار أميركية في هذا الإطار، وقال:"إننا نعمل على وثيقة الوفاق الوطني التي تشير إلى ضرورة إقامة دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس... وهو ما يقارب بصورة كبيرة المبادرة العربية للسلام". وكان هنية أجرى محادثات مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط صرح بعدها بأن قضية الجندي الإسرائيلي الاسير غلعاد شاليت ومسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية من الملفات التي سيبحثها الوزير عمرو سليمان خلال زيارته لإسرائيل. وقال إن هناك توافقاً مصرياً - فلسطينياً على إطلاق الاسير الاسرائيلي في مقابل أسرى فلسطينيين. وأعرب هنية عقب محادثاته مع أبو الغيط عن أمله في إنهاء معاناة عشرة آلاف أسير فلسطيني في سجون إسرائيل، وقال:"إننا أمام قضية إنسانية وسياسية نأمل في أن تنتهي في أقرب وقت ممكن". وصرح هنية بأن حكومة الوحدة الوطنية سيتم إعلانها من القاهرة وبحضور أطراف عربية وأوروبية للتأكد من توافر أكبر قدر من الضمانات السياسية الخاصة برفع الحصار. وقال هنية إن الأمين العام للجامعة"اطلعنا على المبالغ التي أدخلت إلى الساحة الفلسطينية، وهناك دولة الكويت التي رصدت 30 مليون دولار دخلت فعلا عقب قرار وزراء الخارجية العرب الأخير. وقال إن المهم هو الإرادة العربية لكسر الحصار ورفض سياسة التجويع، ولن يشارك العرب في سياسة الحصار التي تفرض على الشعب الفلسطيني،"لكنني أؤكد ضرورة وضع الآليات لترجمة القرار على أرض الواقع ليشعر به الشعب الفلسطيني بقدر واضح وملموس". وأكد أن هناك موقفا فلسطينيا وعربيا موحدا الآن، وعلى كل الأطراف المعنية بالموضوع أن تلتقط هذا الموقف في هذا الإطار والضغط على إسرائيل لحل هذه المشكلة. من جانبه، أكد أبو الغيط موقف مصر الثابت من دعم الشعب الفلسطيني في تحقيق أمانيه الوطنية في إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في أمن وسلام إلى جوار إسرائيل، وذلك من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تؤدي إلى تسوية نهائية وعادلة للقضية الفلسطينية تحقق للشعب الفلسطيني دولته المستقلة على كامل الأراضي المحتلة منذ عام 1967. واشاد وزير الخارجية في هذا الصدد باتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية الذي تم بمقتضاه انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة مع التزام الجانب الفلسطيني وقف العمليات العسكرية من اطلاق الصواريخ وغيرها، يمثل خطوة مهمة في عودة الهدوء وتوفير الأجواء المناسبة لدعم جهود إعادة عملية السلام إلى مساراها الطبيعي. وأشار أبو الغيط إلى أنه بعد التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار ليشمل الضفة الغربية، فإن هذه الخطوة يجب أن تتلوها خطوات أخرى مثل التوصل إلى اتفاق في بشأن تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تتضمن اطلاق المئات من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والافراج عن شاليت. ومن المتوقع أن يلتقي هنية اليوم رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف وشيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، وكان زار أمس الجرحى الفلسطينيين في مستشفى معهد ناصر في القاهرة.