غادر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بيونغيانغ الى بكين أمس، وذلك قبل يوم واحد من الموعد الفعلي لانتهاء الزيارة، من دون ان يلتقي كيم كي غوان نائب وزير الخارجية وكبير المفاوضين الكوريين الشماليين في المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك البرنامج النووي لبلاده والذي اعتذر عن لقائه بسبب"جدول أعماله المثقل". واكتفى البرادعي، خلال زيارته القصيرة لبيونغيانغ، والتي نتجت من الاتفاق الذي جرى التوصل اليه في 13 شباط فبراير وقضى بإغلاق الدولة الشيوعية منشآتها النووية في مقابل تزويدها وقوداً ثقيلاً، واستئناف مهمة تفتيش الوكالة الدولية للمنشآت بعد طردهم من بيونغيانغ عام 2002، بلقاء كيم يونغ داي النائب الآخر لوزير الخارجية ونائب رئيس المجلس الشعبي الأعلى البرلمان. وعلى رغم ان البرادعي أمل بعقد لقاءات تؤدي الى"نتائج إيجابية"على صعيد تطبيق الاتفاق النووي، قبل ان تتولى لجان عمل شكلت على هامش المحادثات السداسية تقويم تطبيق الاتفاق في محادثات تستضيفها بكين الاثنين المقبل، أكد كبير المفاوضين الأميركيين كريستوفر هيل في بكين أمس، ان عدم لقاء البرادعي المسؤول الكوري الشمالي"لا يشكل مؤشراً سلبياً، خصوصاً ان كيم كي انشغل في التحضير للجولة المقبلة من المحادثات السداسية". وأضاف هيل في ان استقبال بيونغيانغ للبرادعي أمر جيد، و"يجب ان نستمع لما يريد ان يقوله قبل ان تستضيف بكين الجولة المقبلة من المحادثات السداسية". يذكر ان اجتماعات لجان العمل ستشمل مجموعة الطاقة والتعاون الاقتصادي التي تترأسها كوريا الجنوبية اليوم، ثم مجموعة السلام والأمن في شمال شرقي آسيا التي تترأسها روسيا غداً، قبل ان تلتقي مجموعة العمل الخاصة بتفكيك الأسلحة النووية لكوريا الشمالية والتي تترأسها الصين بعد غد، علماً ان مجموعتي عمل أخريين لتطبيع العلاقات الديبلوماسية، احداهما بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة واخرى بين كوريا الشمالية واليابان، عقدتا اجتماعات مسبقة. ولدى وصوله الى بكين، صرح البرادعي بأن كوريا الشمالية مستعدة لتطبيق الاتفاق النووي فور رفع العقوبات المالية التي فرضتها الولاياتالمتحدة على ارصدتها في مصرف ماكاو منتصف عام 2005. ووصف البرادعي زيارته لكوريا الشمالية بأنها"مفيدة"، مؤكداً التزام بيونغيانغ"في شكل كامل"بإغلاق منشأتها النووية. وقال:"من مصلحة كوريا الشمالية تطبيع العلاقات مع الوكالة الدولية. لقد نقينا الأجواء، وفتحنا الباب أمام علاقات طبيعية". في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الكوري الجنوبي سونغ مينسوون ان لا مؤشرات حالية الى تنفيذ كوريا الشمالية اجراءات لتجميد العمل في مفاعل يونغبيون، لكنه تفاءل في شأن التزام بيونغيانغ تطبيق اتفاق الإغلاق قبل نهاية المهلة المحددة. وكان مسؤول أميركي صرح أول من أمس بأن مؤشرات رصدت في الأيام القليلة الماضية الى استعداد كوريا الشمالية لإغلاق مفاعل يونغيبون، لكن مسؤولين آخرين أبدوا قدراً أكبر من الحذر. بدوره، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كين جانغ ان المحادثات بين بيونغيانغ والوكالة الدولية خطوة مهمة لتحسين العلاقات بين الجانبين، تمهيداً لاضطلاع بدورها في إعداد تفاصيل عودة مفتشيها الى كوريا الشمالية من اجل التحقق من التزام الجانب الكوري الشمالي بتعهده. وفي سياق المحادثات الثنائية بين سيول وبيونغيانغ، ناقش الطرفان ضمانات السلامة الخاصة باقتراح تجربة تشغيل القطارات عبر الحدود. وقال مسؤول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية رفض كشف اسمه، ان"الجانبين ركزا على ضمانات السلامة العسكرية". وكانت كوريا الشمالية ألغت في شكل مفاجئ في ايار مايو 2006 تجربة تشغيل القطارات بسبب ضغوط مارسها مسؤولوها العسكريون المتشددون، ما ادى الى إلغاء اتفاق اقتصادي لتزويد سيول الشمال مواد خاماً في مقابل حصولها على معادن. واستكمل تشييد خطي سكة الحديد. ويعبر الأول الجزء الغربي من الحدود، والثاني الحدود من الناحية الشرقية، وجهزا لإجراء تجارب التشغيل، علماً ان الكوريين الجنوبيين الذين يسافرون إلى الشمال يستخدمون طرقاً برية موازية منذ العام 2005.